- كيم وقّع على نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في أسرع وقت ممكن
مصافحة تاريخية كانت إيذاننا بميلاد يوم فارق، أسدل الستار على قطيعة استمرت 70 عاما بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، لحظة حاسمة في تاريخ العالم بدأت عمليا بما أسفرت عنه قمة سنغافورة التي عقدت امس بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، من تعهد الطرفين بالتعاون لإحلال السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية، وبالتوقيع على وثيقة مشتركة مهمة وشاملة، تهدف إلى إقامة علاقة جديدة بين البلدين، وتنص على تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لكوريا الشمالية، وسيتبع الوثيقة مفاوضات لاحقة يقودها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وأحد المسؤولين الكوريين.
فيما وصف ترامب وكيم توقيع الوثيقة باللحظة بالتاريخية، أكد الرئيس الأميركي بعد القمة أنه تم إحراز تقدم كبير على صعيد العلاقات بين البلدين، وانه بنى علاقة خاصة جدا مع الزعيم كيم، موجها له الدعوة لزيارة البيت الأبيض، ووصف يونغ قمة سنغافورة بأنها قمة سلام، معربا عن اعتقاده بأن العالم كله يتابع هذه اللحظة، وأن الكثيرين في العالم سيعتقدون أن هذا مشهد من فيلم خيال علمي.
وفي كلمة له لوسائل الإعلام العالمية التي شاركت في تغطية فعاليات القمة وبعد مغادرة الزعيم الكوري الشمالي سنغافورة، أكد ترامب أن هذه الوثيقة هي رسالة سلام ورؤية مستقبلية للعالم، موجها الشكر لمضيفها السنغافوري ولكل من رئيس الوزراء الياباني، والرئيس الصيني على الجهود المبذولة للوصول لهذا اليوم التاريخي، مشيرا إلى ان الخطوة الجريئة التي قام بها الزعيم كيم عكست أن التغيير ممكن، وأننا نود أن نكتب صفحة جديدة في تاريخ بلدينا.
وأضاف، أنه منذ 70 عاما كان هناك نزاع بين الكوريتين اشترك فيه عشرات الآلاف من الأميركيين الشجعان، واليوم فإن نزاعات الماضي لا ينبغي أن تكون حروب المستقبل ومن واجبنا أن نحول الحروب إلى سلام وهذا ما سيحدث، حيث استطاع الزعيم كيم أن ينزع فتيل الأزمة ويزرع السلام، وهو أمام فرصة لا سابق لها لزعيم كوري، وبها فتح باب الأمن والازدهار لشعبه، مشيرا إلى ما أشار إليه الزعيم الكوري من قيام بلاده بتفكيك مركز للصواريخ الباليستية قريبا.
وتابع ترامب، أن كيم وقع على نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في أسرع وقت ممكن وهو راغب في ذلك، فنحن لسنا في الماضي ولا في إدارة سابقة، قائلا نحن الآن الذين نحل هذه المواضيع وكيم لديه رؤية لشعبه، وأي شخص يمكن أن يطلق الحروب، لكن الرجل الشجاع فقط هو من يحقق السلام، لقد حان الوقت كي تتوحد الأسر في شطري الجزيرة الكورية بعد غياب التهديد النووي، مؤكدا أن العقوبات الأميركية على بيونغ يانغ ستبقى في الوقت الحالي.
وجاءت توقعات الزعيمين قبل القمة مطابقة لحدوثها، فأثناء التقاط الصور التذكارية وفي كلمات مقتضبة قبيل الاجتماع الأول، قال ترامب إنه كون «علاقة جيدة» مع زعيم كوريا الشمالية، في حين بدا كيم متفائلا بشأن التوقعات للقمة، وقال: «سوف نواجه التحديات» متعهدا بالعمل مع ترامب، وفي ختام القمة أعرب ترامب للصحافيين عن سعادته بلقاء كيم، وقال إنه يتوقع علاقة رائعة مع الزعيم الكوري الشمالي، فيما قال كيم: «تغلبنا على كل الشكوك والتكهنات حول هذه القمة، وأعتقد أن هذا جيد من أجل السلام، معربا عن اعتقاده بأنها مقدمة جيدة من أجله.
هذا، وأكد ترامب انه من الناحية العلمية فإن تفكيك الأسلحة النووية يستغرق الكثير من الوقت قد يصل إلى 15 عاما إلا أن كوريا الشمالية بدأت بالفعل في عملية نزع السلاح النووي، فقد تخلصت بالفعل من موقع نووي كبير، معربا عن ثقته في الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وأضاف - في مقابلة مع (إيه بي سي) نيوز الإخبارية الأميركية امس - إن المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية ستتوقف، مضيفا أنه يعتقد أنها «خطوة استفزازية» خاصة ان الأمور بدأت تسير بشكل جيد بين واشنطن وبيونغ يانغ، كما ان تلك المناورات تكلف بلاده أموالا طائلة.
وبسؤاله هل هذا يعني أنه سيتم سحب القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية، قال ترامب إنه لم تتم مناقشة هذا الأمر، ولكن المناورات العسكرية ستتوقف لأنها مكلفة جدا.