أطلقت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أمس معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة الساحلية غربي البلاد، بعد رفض ميليشيات الحوثي القبول بالحلول السلمية.
وقالت الحكومة الشرعية في اليمن في بيان أصدره مكتبها الإعلامي إن طائرات وسفن التحالف العربي نفذت ضربات استهدفت تحصينات الحوثيين دعما لعمليات القوات اليمنية البرية التي احتشدت جنوبي أكبر موانئ البلاد.
واكدت أن «تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية».
وأضاف البيان «تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية».
واعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أن النصر على الحوثيين قادم لا محالة.
وانطلقت معركة «النصر الذهبي»، فجر أمس، بعملية برية واسعة النطاق معززة بغطاء جوي وبحري من التحالف صوب مدينة الحديدة في أكثر من محور.
وفي وقت لاحق، اعلن مصدر عسكري يمني رفيع في ألوية «العمالقة» بالجيش الوطني، أن قوات التحالف العربي نفذت عملية إنزال جوي جنوب غربي الحديدة.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته لوكالة «الاناضول» للانباء، أن قوات التحالف انتشرت بالقرب من الشريط الساحلي، واتخذت وضعيتها الهجومية نحو المدينة.
وقالت مصادر ميدانية من جبهة الساحل الغربي لقناة «العربية» الإخبارية ان «معنويات القوات المشتركة عالية حيث باتت على مشارف مطار الحديدة في ظل مقاومة ضعيفة للميليشيات الحوثية»، مؤكدة أن بوارج وطيران التحالف صعدت من غاراتها وقصفها العنيف على مختلف مواقع وتجمعات وتعزيزات الانقلابيين في مدينة الحديدة ومحيطها.
ولفتت المصادر إلى أن البوارج البحرية التابعة للتحالف دكت مواقع وثكنات الحوثيين في مديرية الدريهمي جنوب المحافظة، وفي منصة العروض وما خلفها شرق مدينة الحديدة.
وأوضحت أن التحالف فتح ممرات شمال مدينة الحديدة لخروج الحوثيين مع انطلاق المعركة، مشيرة إلى أن عوائل مشرفي الحوثي في الحديدة هربت من المدينة باتجاه صنعاء بعد تقدم القوات المشتركة باتجاه الحديدة واقتراب تحريرها، كما ألقى شباب من مديرية الحوك القبض على مشرف المديرية التابع للحوثيين مع مجموعة من أفراد حراسته.
والحديدة المطلة على البحر الأحمر تعد أكبر ميناء يمني، حيث يمثل شريان حياة لليمنيين، إذ يستقبل 80% من السلع الأساسية القادمة إلى البلاد.
وكانت الاستعدادات قد انتهت لانطلاق معركة تحرير الحديدة من قبضة ميليشيات الحوثي، فيما رفعت قوات الجيش والمقاومة اليمنية جاهزيتها القتالية إلى الدرجة القصوى.
وقال قائد ميداني في قوات الشرعية قبيل انطلاق العملية العسكرية ان «القوات أصبحت جاهزة وتنتظر الضوء الاخضر للانطلاق نحو مدينة الحديدة»، مشددا على ان «عملية الاقتحام لن تأت الا بتعليمات من قوات التحالف المتواجدة على الارض».
وبالتزامن مع انطلاق عملية «النصر الذهبي»، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، عبر تغريدة على حسابه في موقع تويتر أن «عمليات التحالف لتحرير مدينة الحديدة هي استمرار لدعم المملكة ودول التحالف للشعب اليمني الشقيق ونصرة لإرادته الحرة في وجه ميليشيات الفوضى والدمار المدعومة من إيران».
من جهته، قال محمد آل جابر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، عبر تغريدة على حسابه في«تويتر» أن «الحديدة تتحرر.. اليمن يتنفس»، لافتا إلى أن «تحرير الحديدة سيتيح الاستخدام الكامل لمينائها مرة أخرى إلى مستويات عام 2014».
بدوره، اعتبر وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش في حسابه بتويتر ان «احتلال الحوثيين لميناء الحديدة يطيل الحرب اليمنية»، مضيفا ان «تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعا جديدا ويعيد الحوثيين الى المفاوضات».
الى ذلك، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أطراف الصراع في البلاد، إلى ضبط النفس، وتجنيب مدينة الحديدة مواجهة عسكرية.