سيطر الجيش اليمني المدعوم من قوات تحالف دعم الشرعية التي تقودها السعودية على مطار الحديدة بعد معارك طاحنة مع الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، بحسب ما نقلت وكالات أنباء عن مصادر عسكرية وسكان محليين. حيث استعرت المعارك في محيط المطار وخصوصا على الطريق الساحلي الواصل بين المطار ووسط المدينة، التي تحصن المتمردون بين بيوتها وقطعوا طرقاتها وأقاموا المتاريس فيها.
وقال ساكن يقطن قرب الشريط الساحلي لرويترز عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه «نستطيع سماع المدفعية وقذائف المورتر ونيران متفرقة من مدافع رشاشة. الحوثيون يستخدمون دبابات».
وأعلن الجيش اليمني، سيطرته على «خط الحديدة صنعاء»، وقطع أحد أهم خطوط إمدادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، بعد ساعات قليلة من «دحرها من مطار الحديدة ومناطق واسعة جنوب مدينة الحديدة، وسط انهيار واسع في صفوف الميليشيات التي فرت إلى وسط المدينة» بحسب قناة العربية.
وأكد الموقع الرسمي للجيش اليمني أن عملية التفاف نفذتها وحدات عسكرية شرق مطار الحديدة، وتمكنت من السيطرة على الخط العام الذي يعرف بخط كيلو (16)، والذي من شأنه خنق الميليشيات وعدم السماح لها بوصول تعزيزاتها القادمة من صنعاء إلى الحديدة.
وقد نقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر عسكري تأكيده سيطرة القوات الحكومية على مطار الحديدة بالكامل، بدعم من التحالف العربي. وقالت العربية إن الجيش والمقاومة، سيطرا بإسناد من قوات التحالف، في عملية عسكرية خاطفة ونوعية على ثلاثة مرافق حيوية في الحديدة بعد أيام من انطلاق عملية «تحرير الحديدة»، وهي المطار المدني والعسكري ومعسكر الدفاع الجوي. وفي داخل الحديدة، بدت المدينة وكأنها تستعد لحرب شوارع. وبحسب أحد السكان، فان المتمردين عمدوا منذ أمس الأول الى «قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة».
وأضاف لفرانس برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال «حفر المتمردون خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين». وتابع «الحركة في المدينة تبدو شبه مشلولة». وقالت عبير محمد المقيمة في مدينة الحديدة «هذه أسوأ أيام نمر بها منذ بداية الحرب. الطيران فوقنا لا يتوقف ليل نهار، وأصوات الصواريخ نسمعها في كل أنحاء المدينة».
بموازاة معارك الحديدة، اندلعت أمس، مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي، في مديرية «نهم» شرقي العاصمة صنعاء.
وقال صالح القطيبي، نائب رئيس المركز الإعلامي للقوات الحكومية، إن مواجهات عنيفة اندلعت، في عدة جبهات بنهم.
ولفت القطيبي، في اتصال مع الأناضول، إلى أن الجيش استعاد مواقع عسكرية بينها تلال في منطقة المدفون، وتلال النهدين، وأجزاء من جبل قرن ودعة (الاستراتيجي)، وهي مناطق شهدت معارك عنيفة الأشهر الماضية.
سياسيا، غادر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث العاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت أربعة أيام اجتمع فيها مع قادة الحوثيين.
وقال علي القحوم، القيادي في المكتب السياسي للحوثيين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المبعوث الأممي لم يأت بجديد خلال هذه الزيارة، مشيرا إلى أن المبعوث طالب الحوثيين بتسليم ميناء ومدينة الحديدة بشكل سلمي. وأكد القحوم أن مطلب جماعته الوحيد هو فك الحصار ووقف الحرب، وانخراط جميع الأطراف بعملية سياسية شاملة ومتكاملة.