قتل جنود إسرائيليون 6 فلسطينيين في حادثين منفصلين امس بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في واحدة من أشد موجات العنف خلال شهور.
ثلاثة من القتلى ينتمون لحركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. واتهم مساعد كبير لعباس إسرائيل بتأجيج التوترات ومحاولة تدمير الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة.
وتأتي أعمال العنف قبل يوم من ذكرى حرب غزة التي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. ومحادثات السلام متوقفة منذ ذلك الوقت.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن جنودا قتلوا بالرصاص 3 فلسطينيين للاشتباه في محاولة تسللهم من قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة حماس و3 نشطاء في الضفة الغربية متهمين بقتل مستوطن يهودي بالرصاص على جانب طريق يوم الخميس الماضي.
وقال مصدر أمني من حماس إن الـ 3 الذين قتلوا بالرصاص في غزة كانوا مدنيين على ما يبدو يجمعون قطعا من الخردة في منطقة صناعية قرب الحدود الإسرائيلية.
وفي الضفة الغربية أشار مسعفون فلسطينيون وشهود عيان إلى أن جنودا إسرائيليين طوقوا منزل 3 أعضاء بكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وقتلوا الـ 3، وأغضب ذلك الزعماء الفلسطينيين.
وقال نبيل أبوردينة أحد كبار مساعدي عباس لـ «رويترز» ندين بشدة استشهاد 6 مواطنين في نابلس وغزة خلال الساعات الماضية. هذا تصعيد إسرائيلي خطير يثبت أن إسرائيل غير معنية بالسلام».
واستطرد أن إسرائيل «تريد تفجير الأوضاع حتى تتهرب من استحقاقات عملية السلام وهي بذلك تعمل على تدمير الجهود الدولية وتحديدا الأميركية الهادفة لاستئناف عملية السلام».
كما أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بيانا ندد فيه بشدة بعملية القتل ووصفها بأنها «تمثل تصعيدا خطيرا ولا يمكن النظر إليها إلا في سياق استهداف حالة الأمن والاستقرار التي تمكنت السلطة الوطنية الفلسطينية من تحقيقها».
واضاف «إن هذا اليوم يعتبر يوما حزينا لشعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية».
وتابع «ومع ذلك فإن ثقتنا بشعبنا ووعيه ويقظته كبيرة وأكيدة بعدم الانجرار مرة أخرى إلى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والأمن التي تحققت بفعل التفافه حول الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية على هذا الصعيد. فشعبنا يدرك أن هدفا أساسيا لإسرائيل من وراء هذه الأعمال والممارسات العدوانية هو التهرب من الاستحقاقات السياسية والأمنية المطلوبة منها».
ودعا فياض في البيان «القوى الفاعلة في المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف هذه الأعمال العدوانية».
في المقابل، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنود شنوا في نابلس «غارة محددة للقبض على الجناة في الهجوم (على المستوطن) وخلال العملية قتل الـ 3 الضالعين في شن الهجوم».
وأضافت أن أحد النشطاء على الأقل كان مسلحا خلال الغارة وأنه تم العثور على 4 بنادق وذخيرة في المكان.
وكان المستوطن أول إسرائيلي يقتل في هجوم لنشطاء في الضفة الغربية منذ 8 أشهر.
وذكرت مصادر من حركة فتح أن القتلى الـ 3 في المداهمة التي وقعت بالضفة الغربية من أعضائها. وتابعت أنه كان قد تم نزع سلاح الـ 33 بموجب اجراءات أمنية اتخذتها قوة الشرطة التابعة لعباس وأن واحدا على الأقل منهم كان مدرجا في السابق ضمن قائمة إسرائيلية للمطلوبين.