قال موقع جرس الإصلاحي الإيراني على الانترنت إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية المسلحة بهراوات وغاز مسيل للدموع اشتبكت مع أنصار المعارضة في طهران الذين استغلوا امس ذكرى عاشوراء في محاولة لتجديد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وتابع أن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين وهاجمت أيضا مبنى يضم وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء التي لجأ إليها بعض أنصار المعارضة للاحتماء بها.
وعلى الرغم من القبض على كثيرين والحملات الأمنية إلا أن احتجاجات المعارضة تندلع مرارا منذ انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو والتي تقول المعارضة إنه جرى التلاعب في نتيجتها لضمان فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية.
وقال موقع جرس «تشتبك قوات الأمن المجهزة بشكل جيد بعنف مع أنصار المعارضة في العديد من أجزاء وسط طهران».
وأضاف في وقت لاحق «شرطة مكافحة الشغب تطلق أعيرة نارية في الهواء في ميدان انقلاب لتفرقة المتظاهرين الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة».
ولا يتسنى التأكد بشكل مستقل من تقارير موقع جرس إذ يحظر على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية الاحتجاجات بشكل مباشر. ويبدو أن وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء تعمل بشكل طبيعي.
وقالت شاهدة عيان إن أنصار المعارضة احتشدوا في مجموعات على طول كيلومترات في شارع رئيسي بوسط العاصمة مضيفة «الشرطة لا تسمح لهم بالانضمام لبعضهم البعض».
وكانت الشرطة الإيرانية حذرت المعارضة المؤيدة للإصلاح من تنظيم أي مظاهرات جديدة خلال تاسوعاء وعاشوراء وهما اليومان اللذان يحيي فيهما الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي إشارة إلى مزيد من الاضطرابات المحتملة أفادت رسائل نصية على الهواتف المحمولة بأن الحركة الخضراء المعارضة حثت الناس على التجمع في المنطقة نفسها بطهران صباح امس.
وأشعل فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية أكبر اضطرابات تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ 30 عاما.
وتنفي السلطات مزاعم المعارضة بأنه جرى التلاعب في نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو وصورت الاحتجاجات التي اندلعت بعد الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب للإطاحة بالمؤسسة الدينية متهمة إصلاحيين بارزين بتأجيج العنف بعد الانتخابات. وألقي القبض على الآلاف بعد الانتخابات إلا أن الهيئة القضائية تقول إنه أطلق سراح معظمهم ولكن أكثر من 80 صدرت ضدهم أحكام بالسجن مدة تصل إلى 15 عاما لصلتهم بالاحتجاجات وأعمال العنف التي اندلعت بعد الانتخابات.
وعقدت الاضطرابات الداخلية لإيران خلاف إيران مع الغرب بسبب أنشطتها النووية التي يعتقد الغرب إن لها أهدافا عسكرية في حين تنفي طهران ذلك وتقول إن أهدافها مدنية.
وتأتي التقارير بالاشتباكات التي وقعت امس قبل أيام من انتهاء المهلة الزمنية التي حددتها القوى العالمية لإيران للموافقة على اتفاق صاغته الأمم المتحدة بأن ترسل إيران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج مقابل الحصول على وقود من أجل مفاعل أبحاث في طهران. وتنتهي المهلة الزمنية بنهاية العام.
وتزايدت التوترات في إيران ثانية بعد وفاة رجل الدين المعارض الاصلاحي حسين علي منتظري عن 87 عاما في مدينة قم الأسبوع الماضي.
ووفقا لمواقع المعارضة على الانترنت فقد حظرت السلطات إقامة مراسم تأبين لمنتظري باستثناء تلك التي أقيمت في قم وفي بلدة نجف أباد مسقط رأسه.