أضرب تجار «البازار» في طهران امس في خطوة نادرة من نوعها احتجاجا على التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية وتردي الاقتصادي في البلاد، كما تظاهر عشرات التجار أمام مبنى البرلمان ونددوا بزيادة أسعار صرف العملات الأجنبية وغلاء المعيشة.
وأعلن عشرات التجار الإيرانيين بمحافظة هرمزغان إضرابا عاما دعما للمتظاهرين بطهران. واندلعت مواجهات محدودة بين عشرات الشبان وقوات الامن في وسط العاصمة.
وقد لعب «البازار» أي سوق طهران الكبير، دورا بارزا ومصيريا في ثورة 1979 التي أسقطت آخر الشاه محمد رضا بهلوي. وبالتوازي، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر على ما يبدو مواجهات أخرى بين محتجين وعناصر شرطة في طهران. وصرح رئيس المجلس المركزي لإدارة البازار عبدالله اصفندياري لوكالة «اسنا» الطلابية بأن «مطالب تجار السوق شرعية، يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي». وأضاف «نأمل في الالتفات الى مشاكلهم وأن تعود السوق الى حركتها العادية». وأشار الى أن التجار «يحتجون على سعر الصرف المرتفع، وتقلب العملات الأجنبية وعرقلة البضائع في الجمارك والافتقار الى المعايير الواضحة للتخليص الجمركي، وحقيقة أنهم في ظل هذه الشروط، غير قادرين على اتخاذ قرارات او بيع بضائعهم».
ولم تفتح المحلات في شوارع البازار المغطاة حيث يسير المارة قرب الأبواب المعدنية المغلقة.
وعمت مدن شهريار وكرج وقشم وبندر عباس ومشهد هي الأخرى مظاهرات احتجاجية أسوة بطهران، ونزل المحتجون إلى الشوارع وأطلقوا شعارات ضد الغلاء، متجاوزين في بعض الأحيان المطالب الاقتصادية والمعيشية ومرددين هتافات من قبيل:«اتركوا سوريا وفكروا بحالنا» حسب ما أوردته «العربية.نت».
وفي هذه الأثناء، دعا نائب رئيس البرلمان الإيراني، مسعود بيزيشكيان، إلى إعلان حالة الطوارئ، والتوجه نحو إدارة البلاد عبر النظام الفيدرالي، لمواجهة الأزمة الاقتصادية.
وأضاف بيزيشكيان، في تصريحات إعلامية بمدينة تبريز:«يجب مكافحة الفساد من خلال إعلان حالة الطوارئ».
وخسر الريال الايراني نحو 50% من قيمته في ستة أشهر وأصبح سعر صرف الدولار الاميركي 85 الفا في السوق الموازية. وأشار رئيس البنك المركزي الإيراني فالي الله سيف الى ان: «الحكومة تدرس إنشاء سوق مواز للسوق السوداء بالبلاد الأسبوع المقبل».
وقال تاجر سجاد آخر «المحلات مغلقة»، مضيفا ان شرطة مكافحة الشغب تدخلت ضد تظاهرة للتجار، «أوقفت رجلين وعاد الهدوء».
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع عند تقاطع الفردوسي والجمهورية الإسلامية، في وسط طهران ضد عشرات من الشبان كانوا يرمون الحجارة ومقذوفات في اتجاه عناصر الشرطة.
وتفرق المحتجون الذين كانوا يهتفون «ادعمونا ايها الإيرانيون» عندما بدا عناصر الشرطة الاقتراب منهم.
وتواجه إيران تحديات ومشكلات اقتصادية كبيرة، بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية على خلفية برنامجها النووي والصاروخي، وارتفاع معدلات البطالة وسعر الصرف.
كذلك يعاني تجار ومستوردو إيران من صعوبة الحصول على النقد الأجنبي، اللازم لدفع فاتورة الواردات من الخارج، بسبب شح العملات الأجنبية.
إلى ذلك، كشف وزير الأمن الايراني محمود علوي عن أن طهران ابلغت الأطراف الأجنبية «بأن الاتفاق النووي على حافة الانهيار». وقال علوي للصحافيين على هامش تفقده منشأة (فوردو) النووية جنوبي طهران «لقد ابلغنا الأطراف الأجنبية في مفاوضاتنا معهم بأن الاتفاق النووي على حافة الانهيار وإذا أرادت الأطراف الأخرى الانسحاب من الاتفاق النووي عندها يمكن لطهران وفي ظل الانجازات القيمة التي حققتها العودة الى ما قبل الاتفاق النووي خلال فترة وجيزة».
لكن المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قال من جهته «نعتقد ان الاتفاق النووي مازال قويا نظرا للآلية التي صممها فريق التفاوض النووي بحنكة». وأضاف قاسمي في مؤتمر صحافي امس «يحاول الجميع باستثناء أميركا الحفاظ على الاتفاق النووي».