في وقت مازال الحصار الاسرائيلي يخنق أبناء القطاع، دوت صفارات الإنذار في غزة في تمام الساعة 11:20 قبل ظهر امس إيذانا ببدء فعاليات إحياء ذكرى مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي الساعة التي شنت فيها اسرائيل هجومها قبل عام على القطاع باطلاق اول صاروخ على مقر قيادة الشرطة التي تديرها حكومة حماس في مدينة غزة.
وشارك عدد من قادة حركة حماس والمسؤولين في حكومتها التي تديرها في الحفل الذي أقيم أمام مبنى المجلس التشريعي المدمر في غرب مدينة غزة بينما لوحظ غياب رئيس الحكومة وأبرز قادة حماس في غزة إسماعيل هنية الذي كان من المقرر أن يعلن هو عن بدء الفعاليات فيما يبدو تحسبا من استهداف إسرائيلي.
وأزيح الستار عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء «الشهداء» الذين سقطوا خلال عدوان «الرصاص المسكوب» التي نفذته إسرائيل في غزة على مدار 22 يوما بدءا من مثل يوم أمس من العام الماضي.
وشارك في إزاحة الستار ووضع أكاليل من الزهور الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره في قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة والطفلة أميرة القرم التي قتل والدها وأشقاؤها وهدم بيتها في منطقة تل الهوى في غزة وهما اثنان من الأطفال الذين أصبحوا من رموز الحرب لقصتيهما الإنسانيتين اللتين عالجتهما الكثير من وسائل الإعلام على مدار العام الماضي.
وما إن أطلقت صفارات الإنذار حتى بدأت المساجد في مختلف أرجاء القطاع بتلاوة القرآن عبر مكبرات الصوت.
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير له أمس عن الحرب بعنوان «مدنيون بلا حماية» إن 80 طائرة حربية إسرائيلية شاركت في الهجوم واستهدفت غالبية مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية وأهدافا أخرى في أنحاء قطاع غزة كافة. وسقط في اليوم الأول للعدوان 322 قتيلا من بينهم 129 من أفراد الشرطة والأمن قتلوا داخل مقراتهم وبعضهم كان في طابور عسكري بساحة التدريب في مدينة عرفات للشرطة كما قتل مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر جراءه».
وقال المركز الحقوقي إن حصيلة الحرب خلفت 1411 قتيلا فلسطينيا من بينهم 355 طفلا دون الثامنة عشرة من العمر و110 سيدات و240 من أفراد المقاومة بينما بلغ عدد المنازل السكنية المدمرة 11135والمنشآت العامة 581 والمنشآت الصناعية 209.
في غضون ذلك، مازالت قافلة «شريان الحياة 3» التي تنقل مساعدات لقطاع غزة وينظمها النائب البريطاني جورج غالاوي عالقة في ميناء العقبة على البحر الاحمر بانتظار حل وسط بعد رفض السلطات المصرية دخولها من ميناء نويبع.
وقال زاهر البيراوي المتحدث الرسمي باسم القافلة في اتصال هاتفي «اقترحنا على القنصل المصري في العقبة عددا من الحلول حتى ننجز هذه المهمة لان هدفنا الرئيسي ليس سياسيا وانما خيري انساني ورسالتنا رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني ولا نعتقد ان المصريين يعتبرون التضامن مع اخوانهم في غزة جريمة».
واوضح البيراوي «قلنا لهم لسنا هنا لتحدي مصر او الانتقاص من سيادتها انما جئنا الى هنا كي نصل في اقصر طريق من العقبة الى مصر، وهو نويبع».