دخلت المواجهة بين انصار المعارضة وقوات الامن الموالية للسلطة في ايران، مرحلة حرجة مع ارتفاع عدد القتلى في المواجهات بينهما امس الاول.
ووسط إدانة دولية تزعمتها فرنسا وألمانيا وإيطاليا للقمع «الدموي» لمظاهرات المعارضة، اعترف المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني بمقتل ثمانية أشخاص خلال المظاهرات التي وقعت في المواجهات الدامية بين انصار المعارضة الذين ارادوا احياء ذكرى عاشوراء لهذا العام بطريقة اصلاحية وبين قوات الشرطة والامن الايراني.
وقالت قناة «برس تي في» الإخبارية الرسمية الناطقة بالإنجليزية على موقعها الالكتروني أن المجلس أعلن أن الثمانية سقطوا في المظاهرات المناهضة للحكومة التي وقعت في طهران يوم أمس الاول.
وفي وقت سابق اعلن التلفزيون الايراني في برنامج حول التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت طهران امس الاول ان اكثر من 15 شخصا قتلوا.
وقال تلفزيون برس تي في على موقعه الالكتروني ان «مسؤولا في المجلس الاعلى للامن القومي ذكر لبرس تي في ان ثمانية قتلى سقطوا في التظاهرات.
ونقل التلفزيون الحكومي الايراني عن وزارة الاستخبارات ان خمسة من الضحايا قتلوا على أيدي «مجموعات إرهابية» بينما قتل «اكثر من عشرة» عناصر في «مجموعات مناهضة للثورة» في ظروف غير معروفة.
ولم تنقل اي وسيلة اعلام ايرانية رسمية اخرى هذا النبأ، وكانت مواقع المعارضة اشارت أمس الاول الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل بينهم اربعة بالرصاص في تظاهرات في طهران.
واشاروا ايضا الى «معلومات غير مؤكدة» تحدثت عن مقتل اربعة اشخاص في تظاهرات في تبريز (شمال غرب ايران).
وفي تطورات الامس، اعلن الموقع الالكتروني للمعارضة الايرانية رهسبز ان اجهزة الامن اعتقلت في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية وزير الخارجية الاسبق ابراهيم يزدي زعيم حركة تحرير ايران الليبرالية المعارضة في منزله.
وقال الموقع ان يزدي الذي يتزعم حركة تحرير ايران غير القانونية لكن السلطات تغض النظر عن نشاطاتها ووزير الخارجية في الاشهر الاولى من الثورة الاسلامية في 1979 «اوقف في منزله واقتيد الى مكان مجهول من قبل عناصر امن»، واضاف «انه كان دعي الى احد مكاتب وزارة الاستخبارات الاثنين قبل الماضي لكنه لم يتوجه إلى هناك».
بدوره، اتهم قائد الجيش الايراني العميد احمد رضا بوردستان امس اعداء ايران بالسعي لوقوع «حرب ناعمة واسعة» وأنها تعمل لتنفيذ مشروعها هذا دون ترك أي بصمات، لأن العدو غير قادر على شن أي عدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جهة أخرى، ذكر موقع جرس الاصلاحي على الانترنت ان رجل الدين الاصلاحي مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات الرئاسية قال في بيان «ما الذي حدث لهذا النظام الديني ان يأمر بقتل ابرياء خلال يوم عاشوراء المقدس. «لماذا لا يحترم الحكام مثل هذا اليوم المقدس؟»، وهذه هي اول مرة يسقط فيها قتلى في احتجاجات الشوارع منذ الاضطرابات التي اندلعت في اعقاب انتخابات يونيو. وكان بين القتلى ابن شقيق زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي وصف أحد حلفاء موسوي قتله بأنه «استشهاد».
وقال التلفزيون الحكومي ان «معتدين مجهولين» قتلوا علي حبيبي موسوي.
وقالت الشرطة ان تحقيقات تجري بشأن عمليات القتل المريبة وان اكثر من 300 محتج اعتقلوا في طهران مضيفة أن العشرات من أعضاء قوات الأمن أصيبوا.
وذكر التلفزيون الرسمي في عنوان رئيسي ان «الشرطة تنفي ضلوعها في عمليات القتل» واضاف ان من بين المعتقلين اعضاء في منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المنفية. ونقل التلفزيون عن مسؤول كبير بالشرطة قوله إن قوات الأمن لم تستخدم أسلحة.
من جهة أخرى، أعلن رضا موسوي شقيق علي موسوي الذي قتل في مواجهات امس الاول مع قوات الامن الايرانية، ان جثة اخيه اختفت من المستشفى.
وقال ابن اخي زعيم المعارضة مير حسين موسوي لموقع «برلمان نيوز» الذي يمثل كتلة الاقلية المعارضة في مجلس الشورى الايراني «نقل جثمان أخي من المستشفى ولسنا قادرين على العثور عليه».
واضاف «لا احد يعترف بأنه اخذ الجثة ولا أحد يجيب على اسئلتنا»، الا ان السلطات الايرانية قالت لاحقا ان الجثة حفظت للتشريح.