تبادلت السلطات اليمنية وتنظيم القاعدة في البلاد التهديدات بالانتقام. ففيما تعهد تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بالثأر لضحايا غارة جوية شنتها مقاتلات أميركية الخميس الماضي بمحافظة أبين جنوب اليمن، توعد محافظ «شبوه» جنوب شرق اليمن د.حسن الأحمدي بضربات أمنية ماحقة لعناصر القاعدة بالمحافظة حتى استئصالها نهائيا أينما وجدت وتصفية «شبوه» من جيوب الإرهابيين.
بموازة ذلك، فتحت الولايات المتحدة التي تخوض حربين في أفغانستان والعراق حربا ثالثة سرية لمحاربة تنظيم القاعدة في اليمن عبر مساعدة الحكومة المحلية على مواجهة هذا التنظيم.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي أيه» أن الوكالة أرسلت مجموعة من أبرز عملائها الميدانيين الذين يتمتعون بخبرة في مكافحة الإرهاب إلى اليمن كما أن وحدات خاصة سرية بدأت بتدريب قوات الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الإرهاب حسب ما أفاد به مسؤول عسكري رفيع المستوى.
وستنفق وزارة الدفاع (الپنتاغون) 70 مليون دولار خلال الأشهر الـ 18 المقبلة وستستخدم فرقا من القوات الخاصة لتدريب الجيش اليمني وتجهيزه.
وبعد ان ركز تنظيم القاعدة على إنشاء قاعدة له في اليمن في السنوات الأخيرة وازداد استهدافه لسفارات وغيرها من الأهداف الأجنبية في البلاد، حذر مسؤولون أميركيون من تحول اليمن إلى مركز العمليات والتدريب الجديد للقاعدة ينافس المناطق القبلية الخارجة عن القانون في باكستان، وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي جوزيف ليبرمان «بات اليمن اليوم أحد مراكز القتال».
ويقول المسؤولون الأميركيون واليمنيون انهم تمكنوا من التوصل إلى نقطة أساسية في العلاقة بين الطرفين الصيف الماضي بعد زيارات سرية قام بها بشكل منفصل قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديڤيد بيترايوس ومستشار الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وافق على توسيع المساعدة السرية والعلنية التي تتلقاها بلاده بعد ضغوط أميركية وازدياد الخطر الذي تواجهه الدائرة السياسية في بلاده.
في المقابل، ذكر بيان لتنظيم القاعدة على الانترنت حمل عنون «مجزرة المسلمين بولاية أبين» أن خمس مقاتلات أميركية قامت «بغارة وحشية على المسلمين الآمنين من قبائل باكازم في قرية المعجلة منطقة المحفد بولاية أبين بعد صلاة فجر يوم الخميس 1 محرم 1431 فقتل على إثر هذا القصف الوحشي على قرية باكازم ما يقارب الخمسين من النساء والأطفال والرجال، بالتزامن مع حملة عسكرية على قبائل أرحب، بحجة مكافحة الإرهاب.
الا ان مصدرا أمنيا يمنيا مسؤولا سخر مما جاء في البيان المنسوب إلى ما يسمى بـ «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الإرهابي، وقال «إن ما جاء فيه من هرطقات وتهديدات سخيفة لا تستحق عناء الرد». وأضاف المصدر في تصريح صحافي له أمس «إن على هؤلاء الإرهابيين المجرمين قاتلي الأبرياء أن يسلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية قبل أن تطولهم يدها ويلقون نفس المصير الذي لقيه أمثالهم من الإرهابيين»، وتابع «إن اليمن هو أرض أمن وسلام ولن يكون أبدا ملجأ آمنا لهؤلاء الإرهابيين القتلة وتجار المخدرات ولن يكون جبالها «تورا بورا» أخرى لهم، بل إن ملاحقتهم ومطاردتهم ستظل متواصلة حتى يتم اجتثاث إرهابهم وتطهير الأرض اليمنية من رجسهم الشيطاني».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أمس للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات مع المتمردين الحوثيين استعداد الحكومة لسماع أي مطالب مشروعة للحوثيين.
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إلى القربي خلال اجتماع له بسفراء أجانب والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة قوله «نؤكد التزام الحكومة بإنهاء التمرد في صعدة وفقا للشروط الـ 5 التي وضعتها واستعدادها لمعالجة أي مطالب مشروعة لعناصر التمرد إذا التزموا بالشروط وتخلوا عن حمل السلاح والتزموا بالقانون والدستور».