دعا رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني امس الى انزال «العقوبة القصوى» لـ «المعادين للثورة» الذين تظاهروا الاحد الماضي في ايران لكنه رأى انه يجب التمييز بينهم وبين المعارضة الاصلاحية في النظام.
وفي خطاب امام البرلمان الايراني، وجه لاريجاني تحذيرا جديدا الى قادة المعارضة وقال ان «مجلس الشورى يريد ان توقف اجهزة الاستخبارات والسلطات القضائية الناس الذين يهينون الديانة وتفرض عليهم العقوبة القصوى وخصوصا على الذين قاموا بتخريب ممتلكات عامة»، ولم يوضح لاريجاني ما يعنيه بعبارة «عقوبة قصوى».
لكنه اكد ان مجلس الشورى «يميز بين الحركات السياسية التي تمثل اليسار في النظام والمناهصين للثورة»، وقال «ننتظر من هؤلاء السادة الذين اشتكوا من الانتخابات ان ينفصلوا عن الحركة المفسدة لا ان يأتوا مجددا بتصريحات تثقل الاجواء»، ملمحا بذلك الى قادة المعارضة الذين يعترضون على اعادة انتخاب احمدي نجاد معتبرين ان الاقتراع شهد عمليات تزوير. جاء ذلك وسط معلومات أفادت بأن قوات الامن الايرانية أحاطت بمقر اقامة الزعيم المعارض مهدي كروبي وفرضت عليه الاقامة الجبرية.
بدوره، اتهم وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي الذين شاركوا في التظاهرات التي جرت في طهران بمناسبة عاشوراء بأنهم يرفضون النظام الديموقراطي وحذر بريطانيا من ردود فعل «غير مرضية». ونسبت قناة «العالم» الإيرانية الرسمية الى متكي قوله «ان الذين شاركوا في أعمال الشغب في يوم عاشوراء أعلنوا رفضهم الوصول الى السلطة ديموقراطيا». وأشار متكي الى «تحريك هذه الاقلية من قبل الغرب» وقال «إذا لم تنته بريطانيا عن تصريحاتها الفجة فسوف تواجه ردود فعل غير مرضية».
واضاف «ان الانتخابات الرئاسية أجريت على شاكلة مثيلاتها وباستطاعة الخاسر الترشح بعد 4 سنوات» ودعا الى «وجوب الرضوخ لإرادة الشعب الإيراني واحترام انتخابه لهذه الحكومة». وقال «على الجميع أن يعود الى بعضهم البعض والمحافظة على الوحدة تحت لواء النظام الإسلامي» واشار الى مشاركة الملايين من الإيرانيين في مواكب العزاء في عاشوراء «وان الذين انتهكوا الحرمات هم أقلية». الى ذلك أعلنت هيئة اسلامية ان مسيرات ستنظم اليوم في مدن البلاد ردا على تظاهرات المعارضين التي جرت خلال إحياء ذكرى عاشوراء، وقالت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية ان «هيئة التنسيق للإعلام الإسلامي» أصدرت بيانا «أدانت فيه انتهاك حرمة عاشوراء الإمام الحسين «في طهران وأعلنت عن تنظيم مسيرات جماهيرية كبرى لأنصار عاشوراء في الساعة الثالثة من عصر (اليوم) للتنديد بقيام عناصر الفتنة بانتهاك حرمة عاشوراء».
وذكر موقع جرس الالكتروني المعارض أن ما لايقل عن 4 أشخاص معروفين جرى اعتقالهم من بينهم شقيقة الكاتبة شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003 والصحافي ما شاء الله شمس الواعظين.
وقد اعتقلت نوشين عبادى المحاضرة في كلية الطب في طهران أمس الاول فيما يبدو بسبب أنشطة شقيقتها في مجال حقوق الانسان حيث انها عالمة وليست لها علاقة بالنشاط السياسي.
ونفى موقع جرس الشائعات التي أفادت بانه جرى اعتقال الرئيس السابق محمد خاتمي أيضا وقال أنه بخير وآمن في منزله.
في سياق متصل، ناشد إصلاحيون المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله التدخل لدى المرجع الإيراني علي خامنئي لوقف حملات القمع التي يتعرض لها المحتجون في إيران.
وجاء في الرسالة «ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أسسها الإمام الخمينى تنهار»، مشيرة إلى القمع الذي تعرض له المتظاهرون في يوم عاشوراء، ومؤكدة أن ما يجرى يسيء إلى الإسلام والشيعة ويظهرهم كقتلة.