رفعت ايران من سقف تحديها للولايات المتحدة بعد أسبوع واحد من بدء سريان العقوبات الأميركية عليها، مؤكدة أنها لن تتفاوض مع واشنطن كما أنها لن تغير من سلوكها في المنطقة، لكنها استبعدت في الوقت نفسه تدهور الأوضاع إلى حد وقوع مواجهة عسكرية.
فقد حسم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس الموقف من المفاوضات التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واعلن بشكل قاطع أن إيران لن تدخل في مفاوضات مع أميركا، كما نقلت عنه وكالة «فارس».
ونقل موقع خامنئي الرسمي على تويتر عنه قوله بالإنجليزية «يتحدث مسؤولون أميركيون بشكل سافر مؤخرا عنا يشيرون إلى العقوبات، يتحدثون عن حرب ومفاوضات». مضيفا «دعوني أقول بضع كلمات للشعب بهذا الصدد: لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة».
وحمل خامنئي بشدة على المسؤولين الأميركيين الذين «اصبحوا خلال الأشهر الأخيرة اكثر وقاحة وصلافة وقال انهم لم يكونوا يراعون الأدب السياسي والديبلوماسي في كلامهم أيضا الا ان المسؤولين الحاليين للنظام الأميركي يتحدثون مع العالم بوقاحة وبلا حياء وأدب وكأن الحياء مسلوب منهم تماما».
وفي كلمته التي ألقاها أمام حشد من الإيرانيين، تطرق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد الإيراني، واتهم الحكومة بسوء الإدارة الاقتصادية، وقال إنها تحتاج لتحسين أدائها من أجل مساعدة البلاد على الصمود بشكل أفضل أمام العقوبات الأميركية الجديدة.
كما عزا التدهور إلى أسباب داخلية منها الفساد، ودعا إلى «التصدي للمفسدين بحزم وبلا محاباة.. من الممكن ان تكون عقوبة بعضهم الإعدام والبعض الأخر السجن.
لقد كتبت «في الرسالة الجوابية» ان التصدي يجب ان يكون عادلا ودقيقا». واعتبر أن انخفاض قیمة العملة الوطنية من المشاكل الاقتصادية التی یواجهها البلد وقال: إنه فیما یخص العملة الاجنبیة واللیره الذهبیة فان سوء التدبير والإهمال كانا السبب فی وضع العملة الاجنبیة بتصرف المستغلين.
وأضاف ان الخبراء الاقتصادیین والعدید من المسؤولین متفقون في الرأي علی ان سبب هذه القضیة لیس خارجیا بل داخلیا.
لا ان یكون الحظر بلا اثر بل التأثیر الأكبر یعود الی نوع الأداء.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقناة الجزيرة القطرية إن بلاده لن تكبح نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية المتزايدة على طهران للحد من أنشطتها في المنطقة.
ونقلت القناة عن ظريف قوله «لن تغير إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأميركية».
وفي رفع لسقف التحدي بوجه ترامب، كشفت إيران أمس عن الجيل الجديد من صاروخ باليستي قصير المدى متعهدة بتعزيز قدراتها العسكرية وهو أحد الأسباب التي يسوقها ترامب لتعزيز العقوبات على طهران.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن الصاروخ الجديد الذي أطلق عليه «فاتح مبين» «نجح في الاختبارات» وبإمكانه ضرب أهداف برية وبحرية.
ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» المحافظة عن وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي قوله «كما وعدنا شعبنا العزيز، لن ندخر جهدا في زيادة قدرات البلاد الصاروخية وسنزيد بالتأكيد قوتنا الصاروخية في كل يوم».
وقال حاتمي «لا يمكن لشيء الوقوف في وجه هذا الصاروخ نظرا للدرجة العالية من المرونة التي يتمتع بها»، مضيفا أن النسخة الجديدة من «فاتح مبين» «من صنع محلي 100%. وهو مرن ومموه وتكتيكي ودقيق التوجيه». وأضاف «تأكدوا أنه كلما تفاقمت الضغوطات والحرب النفسية على أمة إيران العظيمة، ازدادت رغبتنا في تعزيز قوتنا الدفاعية في جميع المجالات».