- هنية: حماس لم تطلب التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في مكان بديل عن القاهرة
اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس ان عدم وجود ضغوط دولية كافية على إسرائيل لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين يجعلها تتصرف كـ «طفل مدلل».
ورأى الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو انه لا يمكن التوصل الى تسوية في ظل المعاملة المميزة التي تحظى بها إسرائيل.
وأضاف ان «إسرائيل أصبحت طفلا مدللا في المجتمع الدولي». ودعا الوزيران الى وقف تام للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي للتمكن من استئناف عملية السلام.
وفي الشأن الإيراني اعتبر الفيصل أن من حق طهران امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولكن عليها في المقابل أن تستجيب للجهود الدولية لحل الأزمة بالطرق السلمية.
من جانبه قال داوود اوغلو «يجب تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة كلها خاصة في القدس الشرقية».
إلى ذلك، شن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية امس هجوما لاذعا على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، نافيا طلب حركة حماس التوقيع على اتفاق مصالحة في مكان بديل عن القاهرة.
واتهم هنية في كلمة له خلال مهرجان نظمه المجلس التشريعي الفلسطيني بمدينة غزة ضمن فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية، السلطة الفلسطينية وأقطابا من فتح بتعطيل جهود المصالحة والمشاركة في «مؤامرة» لإسقاط حماس وحكومتها.
وقال «إن حماس لم تطلب مطلقا التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في مكان بديل عن القاهرة، كما أنها لم تطلب تأخير إجراء الانتخابات 10 سنوات، كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح».
ودعا هنية «عقلاء حركة فتح، وهم كثر» إلى المبادرة قبل غرق سفينة الوطن للتوجه إلى مصالحة حقيقية وتشكيل حكومة بشروط فلسطينية ومؤسسة أمنية أمينة وميثاق يصون الحقوق الفلسطينية.
وقال إن حماس مستعدة لتوقيع اتفاق المصالحة في القاهرة «بشكل فوري» وفقا لترتيبات جديدة اي بعد إجراء مناقشات بشأنها والتوافق على كافة بنودها.
عباس يزور القاهرة وتركيا
في المقابل، يصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى القاهرة اليوم ومن المقرر ان يلتقي الرئيس حسني مبارك غدا لبحث أفكار استئناف مفاوضات السلام. وقال سفير فلسطين لدى مصر بركات الفرا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن لقاء عباس ومبارك سيبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وتنسيق المواقف الفلسطينية ـ المصرية «من أجل تحريك عملية السلام».
وذكر الفرا أن اللقاء يكتسب أهمية كبيرة قبيل الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات إلى واشنطن في الثامن من الشهر الجاري لطرح أفكار تصب في تحريك الجمود في عملية السلام.
وأوضح أن مبارك سيطلع عباس على نتائج المباحثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القاهرة الثلاثاء الماضي، والموقف الإسرائيلي إزاء الطرح العربي «الذي يؤكد على ضرورة وقف الاستيطان وبدء التفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وطبقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية». ورجح مصدر إسرائيلي أن يتم قريبا تحقيق اختراق من شأنه أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية في ظل المساعي المصرية الحثيثة والمبذولة لاستئناف المفاوضات، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.
كما يعتزم عباس القيام بزيارة الى تركيا يوم الأربعاء المقبل يبحث فيها مع المسؤولين الأتراك سبل احياء عملية السلام في الشرق الأوسط ومسار الوفاق الداخلي الفلسطيني.
ونقلت وكالة اخلاص للأنباء التركية عن مصادر في الخارجية التركية قولها ان عباس سيجري خلال زيارته التي تستمر يومين محادثات مع الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تتناول نتائج الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وتحقيق الوفاق الوطني بين الفصائل الفلسطينية الى جانب النقاش حول قرار عباس بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما تأتي زيارة عباس قبل أيام من زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى تركيا خلال الشهر الجاري أيضا.