نفى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل اثر محادثات أجراها مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض امس ما تردد عن ان الحركة ترغب في توقيع ورقة المصالحة مع حركة فتح في دمشق.
وأجرى مشعل الذي كان قد وصل الى الرياض مساء أمس الاول في زيارة لم يعلن عنها مسبقا محادثات «مطولة» مع الفيصل في وزارة الخارجية في الرياض.
وتأتي زيارة مشعل إلى المملكة في ظل استمرار تعثر الجهود من أجل التوقيع على ورقة مصالحة بين حركتي فتح وحماس. ونفى مشعل عقب اللقاء ما تردد من أن «حماس» ترغب في أن «يتم التوقيع على المصالحة مع السلطة الفلسطينية في دمشق». وقال «إن ذلك غير صحيح» ولكنه أشار إلى بعض «النقاط في اتفاق المصالحة التي لم يتم الاتفاق بشأنها (مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر)».
وجدد استعداد قيادات «حماس» للتوجه إلى القاهرة للمشاركة في الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطيني. وكان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تدير شؤون قطاع غزة دعا أمس الاول الى توقيع ورقة المصالحة مع حركة فتح في مصر «بترتيبات جديدة» وصولا الى تشكيل حكومة توافق وطني.
وأعلنت مصر إرجاء توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى بعدما رفضت حماس التوقيع عليه في الموعد المحدد وهو 15 أكتوبر الماضي. ووقعت فتح من جانبها الاتفاق واتهمت حماس بتعطيل التوافق الوطني الفلسطيني.
وردا على سؤال حول ما تردد عن أن إيران طلبت من حماس إرسال مقاتلين فلسطينيين إلى اليمن لدعم المتمردين الحوثيين في قتالهم ضد الحكومتين السعودية واليمنية أكد مشعل عدم صحة ذلك وقال «حماس حريصة على أمن ووحدة ارض كل دولة عربية»، مشيرا إلى أن الحركة «ترتبط بعلاقات قوية مع إيران» ولكنها «علاقات تصب في صالح القضية الفلسطينية ولن نقبل بتحويلها إلى ما يمس بأمن الدول العربية ووحدة أراضيها».
ولم يرشح شيء عما دار في محادثات مشعل مع الفيصل إلا أن المراقبين لاحظوا أن الارتياح كان سائدا على ملامح مسؤول حماس في نهاية اللقاء.
بدورها اكتفت مصادر سعودية بالقول ان الفيصل جدد حرص بلاده على «الوحدة الفلسطينية ودعم الفلسطينيين بشتى الوسائل وصولا إلى إعلان قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في 1967 استنادا إلى مبادرة السلام العربية».
وكانت السعودية رعت في 2007 اتفاق مكة المكرمة للمصالحة بين فتح وحماس ولتشكيل حكومة وحدة وطنية إلا أن الاتفاق انهار في السنة نفسها.