حسم البرلمان العراقي الجدل وانتخب أمس، محافظ الأنبار السابق محمد الحلبوسي المدعوم من التحالف الموالي لإيران رئيسا له، ما يفتح الباب أمام تشكيل حكومة عراقية، بعد ما يقارب أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية.
وبعدما دخلت البلاد مرحلة شلل سياسي منذ إجراء الانتخابات في 12 مايو الماضي، يبدو أن عملية التصويت في البرلمان ستوضح خريطة التحالفات التي تشكلت داخل المجلس، وبذلك، ستتمكن الكتلة الأكبر داخل البرلمان، من تسمية رئيس الحكومة المقبلة، وتكون بالتالي الراعية لتشكيلها.
وتمكن تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري الموالي لإيران من دعم الحلبوسي ممثل تحالف «المحور الوطني»، وهو من مواليد العام 1981، وإيصاله إلى رئاسة مجلس النواب، ليصبح بذلك أصغر رئيس للبرلمان في تاريخ العراق.
وكان الحلبوسي محافظا للأنبار ذات الغالبية السنية في غرب البلاد منذ العام 2017، إلى حين انتخابه نائبا في مايو الماضي.
وخلال جلسة البرلمان التي انعقدت لانتخاب الرئيس ونائبين له، أعلن النائب أحمد الجبوري، عن انسحابه من الترشح لرئاسة البرلمان، بسبب استبعاده من قبل بعض كتل تحالف الإصلاح والتي كان يفترض أن تدعمه بأصواتها، مشيرا إلى أنه انضم لتحالف البناء لأنه المكان الطبيعي له حيث يكمل البناء والإصلاح.
جاء ذلك، حسبما نقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، بعد عودة نواب من الحزب الديموقراطي الكردستاني وتحالف سائرون، الذين كانوا قد انسحبوا من الجلسة بتوجيه من قادتهم، مؤكدين أن هدف انسحابهم هو عدم تمرير المرشح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان، مشددين على أن هناك ضغوطا تمارس لتمرير الحلبوسي بالقوة.
وذكرت مصادر ان الجلسة عقدت بنصاب كامل وحضور معظم الكيانات السياسية في البرلمان بما فيها كتل محور «الإصلاح والإعمار» الذي يضم «سائرون» و«النصر» ومحور «البناء» الذي يضم «الفتح» و«دولة القانون» فضلا عن الكتل الكردستانية.
وأوضحت المصادر ان الكتل السياسية قدمت اسماء ستة مرشحين هم اسامة النجيفي وخالد العبيدي ورعد الدهلكي وطلال الزوبعي ومحمد الخالدي عن تحالف «الإصلاح والإعمار» ومحمد الحلبوسي عن محور «البناء». وأشارت الى ان الزوبعي والدهلكي انسحبا لتقتصر المنافسة على المرشحين الأربعة الآخرين.
وكشف عن ان كتلة «سائرون» بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر رشحت النائب حسن العاقولي عن محور «الإصلاح والإعمار» لمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
وحصد الحلبوسي 169 صوتا من مجموع المصوتين البالغ عددهم 298 نائبا من أصل 329 وهو عدد أعضاء البرلمان الجديد.
فيما حصل منافسه وزير الدفاع السابق، زعيم تحالف «بيارق الخير» خالد العبيدي على 89 صوتا، بينما حصل المنافس الثالث أسامة النجيفي رئيس البرلمان السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي على 19 صوتا.
والحلبوسي كان مرشحا عن تحالف «المحور الوطني» الذي يضم غالبية القوى السنية الفائزة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة. ويشغل «المحور» 50 مقعدا. وبعد جلسة الأمس، سيكون لدى النواب مهلة ثلاثين يوما لانتخاب رئيس للجمهورية يحصل على ثلثي الأصوات.
وعند انتخابه يكون أمام رئيس البلاد 15 يوما لتكليف الكتلة البرلمانية الأكبر بتشكيل حكومة جديدة.
من هو رئيس البرلمان العراقي الجديد؟
الأناضول: ينحدر رئيس البرلمان العراقي الجديد محمد ريكان الحلبوسي وهو من مواليد عام 1981، من قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار، وهو عضو في حزب «الحل» بزعامة رجل الأعمال جمال الكربولي، ويعد من القيادات السياسية الشابة والصاعدة بقوة. تخرج الحلبوسي في كلية الهندسة المدنية بالجامعة المستنصرية ببغداد عام 2002، وفي العام 2006 حصل على الماجستير من الجامعة نفسها. بعد تخرجه انشغل بعمله الخاص وأسس شركة «الحديد المحدود» ونفذ عددا من مشاريع البنية التحتية في الفلوجة كبرى مدن الأنبار.
ودخل عالم السياسة في العام 2014 عندما نجح في الفوز بمقعد في البرلمان، إلى أن تخلى عنه إثر انتخابه محافظا للأنبار في أغسطس 2017 خلفا للمحافظ السابق صهيب الراوي.
ترك الحلبوسي منصب المحافظ إثر فوزه بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو الماضي، حيث كان يرأس قائمة «الأنبار هويتنا» التي فازت بستة مقاعد برلمانية.