بيروت ــ عمر حبنجر
الرهان اللبناني مازال قائما على تفعيل القمة السعودية ـ الايرانية، يضاف الى ذلك ما يمكن ان يطرحه الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه اليوم بمناسبة ذكرى وصول البعث الى الحكم في سورية في ظل معطيات لدى الذين التقوا الاسد اخيرا بأن ثمة ما يود قوله في هذه المناسبة وبما يرضي ذوي المساعي الحميدة في لبنان.
وكان رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص ناقش العلاقات السعودية ـ السورية في لقاءاته الاخيرة مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع الرئيس بشار الاسد وكذلك مع الرئيس الايراني احمدي نجاد، ونقلت عنه «النهار» قوله انه عندما سأل الملك عبدالله عن العلاقة مع ايران اجابه «جيدة والاتصالات مستمرة» ومع سورية، بدا للحص من جواب الملك انها «مقطوعة»، وعن امكانية تصحيحها قبل القمة قال الملك عبدالله «القمة هي القمة واهلا وسهلا بالجميع»، اما الأسد فقد لاحظ الحص تجاوبه مع اي مسعى لتصحيح علاقته بالمملكة، وقد استشف الحص منه النية لاعلان موقف في الثامن من مارس أي اليوم.
ومع تشاؤم النائب الياس عطا الله استنادا الى تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق والتي طالب فيها باعتماد القوانين السورية للمحكمة الدولية والتلويح باغلاق الحدود حال نشر قوات دولية، الا ان مصادر الاكثرية النيابية ألمحت امس الى ان القطار مازال على السكة، وان التحرك السعودي لن يتوقف، وان الكلام عن عصيان مدني من جانب المعارضة اصبح خارج البحث في ضوء تردد العماد ميشال عون وكتلته النيابية في خوض هذه المغامرة مرة اخرى، ونأي الوزير السابق سليمان فرنجية نفسه عن هذا الموضوع.
وتقول مصادر الاكثرية لـ «الأنباء» ان السفير السعودي عبدالعزيز خوجة، الذي عاد ليلا الى بيروت بعد تمضيته عشر ساعات في الرياض، تابع تحركه امس موحيا بأن الامور افضل مما يتصورها البعض.
وقال خوجة، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر امس، ان على اللبنانيين ألا يكفوا عن التفاؤل والعزم على ايجاد حل مع بعضهم البعض.
واضاف: طبعا المملكة ترحب بأي لقاء ايجابي يخرج منه الجميع متفقين، وانا حملت الآن افكارا للرئيس بري جيدة وممتازة ولاقت الكثير من القبول، لكن علينا ايضا ان ندرس افكار الفريق الآخر.
وشجع السفير خوجة على اجتماع الافرقاء كالرئيس بري والنائب سعد الحريري كممثل للموالاة من اجل بحث الخطوط المشتركة مع بعضهم البعض والاتفاق عليها بصورة واضحة ونهائية، وامل ان يتم هذا الاجتماع في اقرب وقت.
ونفى خوجة ما يقال عن تراجع نسبة التفاؤل التي شاعت في لبنان في اعقاب لقاء خادم الحرمين الشريفين، وقال: نسبة التفاؤل لم تتراجع ابدا لكن المملكة لا تستطيع ان تقرر عن احد، ولا ان تملي رغباتها على احد، وهي ترحب بالجميع شرط ان يكون هناك اتفاق اولي بين الاطراف.
ولم يستبعد خوجة انجازا سياسيا ما قبل القمة العربية، وحول الموعد الذي يتوقعه للقاء الرئيس بري والنائب الحريري قال: لست مسؤولا عن سعد ولا عن مواعيد الرئيس بري، واعتقد انه من الممكن ان يتواصلا في اقرب وقت. وسئل عن صحة المعلومات القائلة انه نصح الرئيس لحود بتشكيل وفد لبناني رسمي موحد الى القمة العربية، اجاب: بحثنا في كثير من الامور.
وعلمت «الأنباء» ان الحكومة السعودية التي وجهت الدعوة مباشرة الى رئيس الجمهورية تمنت عليه تشكيل وفد رسمي يكون رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في عداده.
ويذكر ان الوفود الرسمية اللبنانية الى الخارج تشكل في مجلس الوزراء حتى لو كانت الدعوة موجهة الى رئيس الجمهورية شخصيا.
الصفحة في ملف ( pdf )