عواصم – احمد عبدالله :
أكدت واشنطن من جديد وعلى اعلى مستوى هذه المرة، انها لا تنوي التدخل عسكريا ولا ارسال قوات اميركية الى اليمن دون ان تستبعد أي خيار في المستقبل. واوضح الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة اجرتها معه مجلة «بيبول» نشرت مقتطفات منها اول من امس «لا يمكنني استبعاد اي خيار في عالم معقد بهذا الشكل ولكن في بلدان مثل اليمن او الصومال فان العمل مع الشركاء في العالم هو الاكثر فعالية في هذه المرحلة». بيد انه نفى نيته ارسال قوات اميركية الى اليمن او الصومال.
وركز اوباما فيما نشر من المقابلة على مواجهة القاعدة في اي موقع تتجمع به. وقال بهذا الشأن «لاتزال المنطقة الواقعة على الحدود بين باكستان وافغانستان هي المرتكز الاساسي للقاعدة الا ان تواجد المنظمة في اليمن يتحول الآن الى مشكلة ينبغي الاهتمام بها». وذكر أوباما في المقابلة التي ستنشر كاملة يوم الجمعة المقبل «عرفنا خلال هذا العام أن تنظيم القاعدة أصبح مشكلة أكثر خطورة». واعترف أيضا أن «نفس الأمر ينطبق أيضا على الصومال باعتبارها دولة أخرى توجد بها أجزاء كبيرة لا تخضع للسيطرة الحكومية بشكل كامل كما يحاول تنظيم القاعدة الاستفادة من مزايا هذا الوضع». وتؤكد تصريحات اوباما ما قالته قيادات عسكرية وسياسية اميركية خلال الايام القليلة الماضية ومنها رئيس الاركان الادميرال مايك مولن الذي قال إن دخول قوات اميركية الى اليمن «ليس ممكنا». فضلا عن ذلك فقد قال قائد المنطقة العسكرية الوسطى الجنرال ديڤيد بيتريوس انه لا يرغب في رؤية قوات اميركية باليمن في هذه المرحلة. وتابع: «ومن المهم ان ننظر الى الطريقة التي نطل بها على العالم والرسالة التي نبعث بها الى البلدان الاسلامية حول العالم اذ ان المسلمين في اغلبيتهم الساحقة يرفضون القاعدة ومن يتحركون معها هم حفنة قليلة العدد ممن تأثروا بايديولوجيتها. لا يمكننا العودة الى العزلة عن العالم خلف حصوننا ولا اعطاء صورة باننا امة وسيلتها الوحيدة هي القوة والجنود والسلاح».
في شأن يمني آخر، تعهد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بتقديم الدعم للحكومة اليمنية من أجل التصدي لـ «إرهاب قوات القاعدة».
وقال فيسترفيله عقب لقاء مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس في صنعاء إن الحكومة الألمانية ستعمل على الحيلولة دون تحول اليمن إلى «ميناء للإرهابيين» مؤكدا أن هذا الأمر يخدم المصالح الدولية أيضا. في الوقت نفسه دعا فيسترفيله إلى العمل من أجل حل الصراعات المختلفة في اليمن بالطرق السياسية.
من ناحية أخرى قال فيسترفيله إنه عرف من الرئيس اليمني أن السلطات اليمنية لديها معلومات جديدة حول مكان احتجاز الأسرة الألمانية التي تعرضت للخطف في اليمن قبل نحو ستة أشهر.
في سياق آخر، وجهت قوات الجيش والأمن اليمنية ضربات موجعة للعناصر الحوثية خلال الساعات الماضية تمكنت خلالها من تدمير عدد من الأوكار الخاصة بهم في محاور القتال الثلاثة «صعده» و«سفيان» و«الملاحيظ» شمال اليمن، كما دمرت أكثر من سبع سيارات كانت محملة بالأسلحة والمؤن لهذه العناصر بالإضافة إلى خسائر فادحة في الأرواح. وقالت مصادر عسكرية يمنية أمس إن وحدات من القوات المسلحة والأمن تمكنت من السيطرة على عدد من الأوكار التي كانت تتمترس فيها عناصر الإرهاب والتخريب بعدد من المناطق بمدينة «صعده القديمة». جاء ذلك في إطار تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية تطهير المدينة من بقايا الخلايا الإرهابية النائمة، وأن العديد من العناصر الإرهابية لقوا مصرعهم في عمليات استكمال تنفيذ تطهير المدينة من ما تبقى من هذه العناصر. وفى محور «صعده»، قالت المصادر إن وحدات أخرى تمكنت من تدمير سبع سيارات تحمل أسلحة ومؤنا وعناصر إرهابية في قرية «خميس» وطرق «ضحيان العند» و«الطلول» و«المقباب»، كما تم تدمير عدد من السيارات الأخرى في درب «الهجرة» و«سبلة» و«القطاط» و«المحاريب» وسقط العديد من العناصر الإرهابية قتلى وجرحى نتيجة لتلك الضربات.
وفى محور «سفيان» بمحافظة «عمران» جنوب محافظة «صعده» دمرت وحدات القوات المسلحة والأمن أوكارا إرهابية في جبل «الضلع» ومناطق «العشرة» و«المنصة» و«الضلعة» وتصدت لمحاولة تسلل للعناصر الإرهابية قرب موقع «التمثلة» حيث تم رصدهم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.