زاد اغتيال العالم النووي الايراني مسعود علي محمدي من اشعال الازمة بين طهران والغرب، حيث اكد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لارجاني امس «ان فشل أميركا في تحقيق أهداف إسرائيل في الملف النووي الإيراني دفعهما إلى محاولة القضاء على العلماء النووين الإيرانيين»، مؤكدا مسؤولية واشنطن وتل ابيب عن عملية الاغتيال بقوله «لقد تلقينا خلال الايام الفائتة معلومات شديدة الوضوح مفادها ان استخبارات النظام الصهيوني تسعى بمساعدة الـ «سي آي ايه» الى تنفيذ عمليات ارهابية في طهران» وفي نفس الاطار قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن «التحقيقات الأولية أظهرت أن المثلث المكون من الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي والمرتزقة التابعين لهم تورطوا في هذا العمل الإرهابي»، فيما رفضت وزارة الخارجية الأميركية الاتهامات ووصفتها بأنها «عبثية».
ونقلت قناة «برس» التلفزيونية الإيرانية عن مسؤولين أمنيين القول إن الأسلوب والقنبلة المستخدمين في الهجوم مرتبط بعدد من الاستخبارات الأجنبية وخاصة الموساد الإسرائيلي.
القتيل وعلماء إسرائيليون
وعن الخلفيات التي من الممكن ان تكون خلف عملية الاغتيال كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن العالم الايراني القتيل شارك في مشروع دولي فريد إلى جانب علماء إسرائيليين في مجال الفيزياء من بين آخرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع «سيسيم» وهو مشروع حول استخدام «ضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط» جمع بين باحثين من دول شرق أوسطية كثيرة بينها إيران وباكستان والأردن والمغرب وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
واضافت أن المشروع، ومقره في الاردن ودشن في عام 2002، والمعروف باسم «سنكروترونا» هو نوع من معجلات الجسيمات المتقدمة، يمكن العلماء من التعرف على تركيبة وسلوك الجسيمات والذرات والبلورات من أجل الدراسات في بحوث البروتينات وتطوير العقاقير إلى جانب التقنيات البيولوجية.
«أمهات في حداد»
ومن عملية الاغتيال وتداعياتها الى حركة الاعتقالات الداخلية، طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باطلاق سراح النساء الاعضاء في مجموعة «الامهات في حداد» اللواتي قمن باحتجاج في طهران ضد موت او فقدان ابناء لهن خلال تظاهرات تلت الانتخابات الرئاسية في يونيو 2009.
وقالت كلينتون في بيان ان «الولايات المتحدة تطلب الافراج فورا وبدون شروط عن عشرات من اعضاء مجموعة (امهات في حداد)» اوقفن في التاسع من يناير.
واضافت ان «هؤلاء النسوة اللواتي قتل ابناؤهن او اعتقلوا او فقدوا في اعمال العنف التي تلت الانتخابات كن يمارسن حقهن العالمي في التعبير عن آرائهن بشكل سلمي».
وقالت كلينتون «حسب معلوماتنا لم يفعلن سوى التعبير بشكل سلمي عن حزنهن وطلب توضيحات من حكومتهن».
واكدت كلينتون «بصفتي امرأة وأما وصاحبة ضمير، قلبي معهن ومع عائلتهن».
وتابعت «اذا كانت الحكومة الايرانية تريد كسب احترام الاسرة الدولية، فعليها احترام حقوق شعبها والحكم بالتــوافق لا بالقوة».