مرت الذكرى الأولى لتسلم الرئيس باراك أوباما منصبه في 20 يناير 2009، بمرارة كبيرة مع فقده أغلبيته الموصوفة في مجلس الشيوخ بانتزاع المرشح الجمهوري سكوت براون مقعد السيناتور الديموقراطي الراحل تيد كينيدي في نكسة تهدد مستقبل اصلاحاته وخاصة خطة الإصلاح الصحي.
وللمرة الأولى منذ عقود يفوز مرشح جمهوري في ولاية ماساشوسيتس (شمال شرق)، الديموقراطية تقليديا، بمقعد في مجلس الشيوخ ليفقد الديموقراطيون بذلك أغلبية الستين صوتا الموصوفة في المجلس والتي كانوا يملكونها بفضل دعم اثنين من المستقلين.
ومع فرز جميع الأصوات تقريبا حصد براون 51.8% من الاصوات في مقابل 47.2% لمنافسته الديموقراطية مارثا كوكلي التي اقرت بهزيمتها مساء امس الاول لشبكات التلفزيون الاميركية، فيما وجه الرئيس أوباما التهنئة الى الفائز، وفقا للبيت الأبيض.
وقالت كوكلي أمام جمهور من انصارها في بوسطن (ماساتشوسيتس، شمال شرق) «اشعر بحزن شديد للنتائج واعلم انكم تشعرون بالأمر نفسه، لكنني أعرف اننا سنستيقظ صباح الغد ونستأنف المعركة».
وكان هذا التصويت يعتبر حاسما لمستقبل الاصلاحات التي يريدها الرئيس وخاصة اصلاح نظام التأمين الصحي.
وبخسارة هذا المقعد لم يعد لدى الأغلبية الديموقراطية سوى 59 عضوا في مجلس الشيوخ مقابل 60 سابقا، لتفقد بذلك الغالبية الموصوفة اللازمة لاعتماد الاصلاحات بدون التعرض لعرقلة من الأقلية الجمهورية.
وقال روبرت بلاي (30 سنة) «اعطيت صوتي لكوكلي لكن يجب الاعتراف بأنها لم تكن مستعدة جيدا خلال المناقشات. انني مستقل لكنني مندهش لهذا التصويت».
وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة توقعت فوز المرشح الجمهوري الذي حقق تقدما سريعا في الأيام الأخيرة، في حين كانت المرشحة الديموقراطية متقدمة عليه باكثر من ثماني نقاط حتى عشرة أيام فقط من موعد الانتخابات.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في ماساتشوسيتس 4.1 ملايين يفوق فيهم عدد الديموقراطيين عدد الجمهوريين، لكن يبدو ان براون حظي بتأييد الناخبين المستقلين الذين حسموا نتيجة انتخابات أمس الأول وفقا للخبراء.
وقد تدخل الرئيس أوباما شخصيا الاحد الماضي، حيث قام بزيارة خاطفة الى بوسطن لدعم مارثا كوكلي مذكرا الناخبين بأن الأهداف الكبرى لبرنامج رئاسته مثل التأمين الصحي ومكافحة غازات الدفيئة والاصلاح المالي عرضة للخطر.
وكان اصلاح النظام الصحي اقر في مجلس الشيوخ في قراءة اولى في 24 ديسمبر بـ 60 صوتا فقط.
وبعد عام بالتمام من وصوله الى البيت الابيض يشهد اوباما تراجعا في شعبيته مع انقسام الاميركيين بشأن أدائه كرئيس.
كما ان اصلاحه الصحي يواجه رفضا كبيرا في استطلاعات الرأي.
واصدر رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مايكل ستيل مساء الثلاثاء بيانا يصف انتخاب سكوت براون بالحدث «التاريخي».
وقال ان «سكوت براون هزم مارتا كوكلي في عقر دار الحزب الديموقراطي وأصبح أول سيناتور جمهوري يأتي من ماساتشوسيتس منذ اكثر من 30 عاما»، مضيفا «لقد اصبح الديموقراطيون الان على علم بذلك رسميا».