واشنطن ـ احمد عبدالله
قال نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي غاري ريد لـ «الأنباء» انه مقتنع بان القاعدة في شبه الجزيرة العربية ستمنى بالهزيمة في محاولاتها اثارة القلاقل في منطقة الخليج. وأوضح ريد الذي يتولى مسؤولية ملفات مكافحة الارهاب والعمليات الخاصة ان شعوب المنطقة ترفض القاعدة وأنها لن تسمح لمنظمة متطرفة من هذا النوع ان توسع نفوذها وان تواصل العبث بأمن المنطقة واستقرارها.
وقال ريد: المحاولة الارهابية الفاشلة التي قام بها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب في 25 ديسمبر الماضي تمت بإشراف من منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وان ذلك يأتي بعد محاولة المنظمة اغتيال الامير محمد بن نايف في المملكة العربية السعودية.
واضاف «يوضح ذلك ان القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا تستهدف الولايات المتحدة وحدها او دول الخليج وحدها وانما تستهدف الجميع. انها ليست منظمة يمنية تعمل فقط داخل اليمن».
وردا على سؤال عن تأخر السلطات الاميركية في ادراج المنظمة ضمن قائمة المنظمات الارهابية قال ريد «لسنا نحن المخولين بادرج اي منظمة في تلك القائمة انها وزارة الخارجية. ولكنني اعتقد ان السبب يرجع الى ان هناك هيئات متعددة ينبغي ان تفحص القرار قبل اتخاذه لمراعاة ملائمة التوصيف للمنظمة المقصودة. وحسبما اذكر فان الخارجية بدأت عملية بحث ادراج المنظمة في القائمة في شهر نوفمبر وقد اكتملت العملية منذ ايام قليلة وصدر قرار بهذا الشأن كما تعلمون».
وقال ريد انه يعتقد ان القاعدة لا تكسب ارضا جديدة حسبما يقول كثيرون وفسر ذلك بقوله «قامت القوات المسلحة الباكستانية بعملية كبيرة وناجحة في وزيرستان وطبقا لمعلوماتنا فان المنظمة اصيبت بضربات قوية هناك وأضعف ذلك من قدراتها. وحين تضعف منظمة من هذا النوع فانها تلج عادة الى عمليات درامية كبيرة لرفع معنويات اعضائها. ولكن اي عمليات درامية لا تعني بالضرورة تزايدا موازيا في نشاط المنظمة وقوتها بصفة عامة إذ قد تكون علامة على العكس».
وحول ما قيل عن توسع القاعدة في اليمن قال ريد «الحكومة اليمنية تدرك تماما خطورة التهديد الذي تمثله المنظمة لامن واستقرار المجتمع اليمني ونحن ندعم حكومة اليمن التي نعتبرها شريكا في مواجهة هذا الخطر الذي يستهدف المنطقة والعالم ايضا».
وتابع «نحن نراقب ما يحدث عن كثب. ان القاعدة تحاول دمج وجودها في الصومال واستخدام ذلك البلد الممزق كمنصة دعم لتواجدها في اليمن. وتنظر المنظمة الى وجودها في القرن الافريقي كعمق استراتيجي لعملياتها في اليمن. غير ان هذه المحاولة تتعثر وستفشل في نهاية المطاف.
وحول اليمن قال ريد «نحن على صلة دائمة بالسلطات اليمنية وسنوسع من قنوات التنسيق والدعم لليمن. الا ان القرارات ستتخذها الحكومة اليمنية التي تملك وحدها الحق في عمل ما تريد. انها شريك يعتمد عليه ونحن ندرك ان القدرات قد تكون محدودة احيانا وليست لدينا اوهام حول هذا الامر الا اننا مستعدون لتقديم المساعدة التي يطلبها اليمن باعتباره شريكا في مواجهة من يرغبون في زعزعة استقرار المنطقة بأكملها»
وردا عى سؤال حول سقوط مدنيين في عمليات تقوم بها القوات الاميركية في مكافحتها للارهاب قال ريد «احيانا كثيرة تختبئ عناصر القاعدة في مناطق مدنية. وانتم تعلمون اننا نحاول تجنب سقوط المدنيين بكل وسية ممكنة على عكس ما تفعله القاعدة. لقد كان عمر الفاروق يهدد حياة ركاب طائرة مدنية جميعا على اختلاف جنسياتهم واديانهم كما ان الانتحاريين الذين يفجرون انفسهم في الاسواق والتجمعات المدنية يقتلون المدنيين عمدا. ان تهديد المدنيين هو امر مرفوض بالنسبة لنا ومطلوب بالنسبة للقاعدة».وحول درجة التعاون مع دول التعاون في مجال مكافحة الارهاب قال ريد «قطعنا شوطا طويلا ومثمرا للغاية في ذلك منذ 2001 ولكننا ندرك ان علينا تطوير تعاوننا اكثر. ان دول الخليج تعي ان القاعدة تهددها وهي تبحث عن وسائل لمواجهة هذا التهديد. ونحن ايضا نعي ان القاعدة تهددنا ونوسع من وسائل مواجهتها. وهكذا فاننا نلتقي كشركاء في هذه المساحة ونوسع دائما من وسائل تعاوننا».