دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى «الاعتماد على الذات»، قائلا: إنه يجب توجيه «ضربة قاضية» لمن يعتقدون بأن كوريا الشمالية سوف تستسلم للعقوبات، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية امس.
وصرح الزعيم الكوري الشمالي بذلك، خلال الجلسة العامة للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم أمس الأول أي قبل عقد الدورة الأولى لمجلس الشعب الأعلى الـ 14.
وحث كيم قيادة الحزب على العمل أكثر في اتجاه «الاكتفاء الذاتي» للتصدي لآثار العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على بلاده بسبب برنامجيها النووي والباليستي المحظورين.
وقال كيم جونغ أون «من خلال قوتنا وتقنيتنا، التي تلائم ظروفنا واقتصاد الشعب القائم على الموارد، يجب أن نرفع راية تطوير الاقتصاد الاشتراكي بطريقة متسقة ونوجه ضربة لأولئك الذين يسيئون التقدير ويعتقدون بأنهم يستطيعون أن يجعلونا نركع أمام العقوبات». وأضاف «الاعتماد على الذات والاقتصاد المستقل للشعب هما أساس اشتراكيتنا وشريان الحياة الدائم الذي سيحدد مصير ثورتنا».
وألمح الزعيم الكوري الشمالي إلى قمته الثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أواخر شهر فبراير في العاصمة الفيتنامية هانوي، لكنه ابتعد عن توجيه الانتقادات المباشرة إلى الولايات المتحدة ولم يذكر برنامج بلاده النووي.. حسبما ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية. وتأتي دعوة كيم إلى الاعتماد على الذات ومكافحة العقوبات، قبل لقاء رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن مع الرئيس الأميركي في الولايات المتحدة، لتنسيق نهجهما تجاه القضية النووية لكوريا الشمالية.
والتقى ترامب وكيم للمرة الأولى في يونيو 2018 في سنغافورة حيث وقعا إعلانا مبهما بشأن «نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية». وفي هانوي، طلب كيم جونغ أون رفع العقوبات إلا أن المحادثات انتهت من دون بيان مشترك ولا مائدة غداء، بسبب عدم الاتفاق بشأن نزع الأسلحة النووية.
ويثير ذلك تساؤلات عن مستقبل العملية. ففي فيتنام، أكدت كوريا الشمالية أنها تريد أن ترفع فقط العقوبات التي تؤثر على حياة الكوريين الشماليين. لكن واشنطن رأت أن بيونغ يانغ تطالب فعليا برفع العقوبات الرئيسية بدون أن تقترح مقابلا محددا مهما لذلك.
ومع ذلك، عبر الجانبان عن رغبتهما في مواصلة المناقشات. وكرر ترامب مرات عدة أنه يقيم علاقات جيدة مع كيم جونغ أون ويؤكد أنه منع فرض عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ.
وحرصت بيونغ يانغ أيضا على عدم انتقاد الرئيس الأميركي لكنها أكدت في الوقت نفسه الشهر الماضي أن العقوبات تمثل «عملا ضد الإنسانية يهدف إلى تدمير الحضارة الحديثة وإعادة المجتمع إلى عصور الظلام القروسطية».