أطلق زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، تسجيلا صوتيا قصيرا امس تبنى فيه مسؤولية حركته عن محاولة الطالب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الفاشلة لتفجير طائرة أميركية أثناء أعياد الميلاد، وتوعد بمواصلة استهداف الولايات المتحدة في ظل استمرار دعمها لإسرائيل.
واستهل بن لادن كلمته المقتضبة التي بثتها قناة «الجزيرة»: من أسامة إلى أوباما، السلام على من اتبع الهدى، لو أن رسائلنا تحملها الكلمات لما حملناها بالطائرات، الرسالة المراد إبلاغها عبر طائرة المجاهد عمر الفاروق هي تأكيد على رسالة سابقة بلغها أبطال 11 سبتمبر، في إشارة للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة عام 2001.
وتوعد زعيم تنظيم القاعدة في أول تسجيل صوتي له منذ سبعة أشهر، والأول هذا العام، أميركا بالمزيد من الهجمات: «لن تحلم أميركا بالأمن حتى نعيشه واقعا في فلسطين».
وتابع: «ليس من الإنصاف أن يهنأ الأميركيون بالعيش ما دام إخواننا في غزة في أنكد عيش».
وأردف: بإذن الله غاراتنا عليكم ستتواصل مادام دعمك للإسرائيليين في غزة متواصلا»، وكان بن لادن قد أطلق في سبتمبر الماضي شريط ڤيديو بمناسبة الذكرى السادسة للهجمات على الولايات المتحدة شرح فيها للشعب الأميركي أسباب تلك الضربات.
وتزامن التسجيل الصوتي لزعيم القاعدة، مع تحذير أجهزة استخبارات اميركية وغربية من تدريب القاعدة لانتحاريات في اليمن لضرب أهداف غربية.
ويقول التحذير الذي نشرته صحيفة «صنداي تلغراف» امس إن خلايا القاعدة دربت نساء في اليمن، ممن لا تبدو عليهن مظاهر عربية، لتنفيذ عمليات انتحارية.
من جانبهم قال مسؤولون أمنيون أميركيون إن تنظيم القاعدة قد يستخدم انتحاريات لتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة مشيرين إلى أنه طلب منهم التنبه ورصد أي محاولة من قبل نساء قد يحاولن الدخول إلى البلاد لهذه الغاية.
ونقلت شبكة «آي بي سي» الإخبارية الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن هناك امرأتين على الأقل يعتقد أن لهما علاقة بتنظيم القاعدة في اليمن وملامحهما قد لا تدل على أنهما من أصول عربية قد تتوجهان إلى أميركا بجوازات سفر غربية، ووصف المسؤول التهديد بأنه «حالي» ولكنه ليس وشيكا.
وقال مسؤول مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض ريتشارد كلارك للشبكة «لديهم (القاعدة) نساء مدربات».
ويقول مسؤولون أميركيون إن الغارة التي شنها سلاح الجو الأميركي عشية عيد الميلاد الماضي ضد أهداف يشتبه في أنها مخيمات تدريب للقاعدة ربما أسفرت عن مصرع الكثير من عناصرها ولكنها لم تقض تماما على جميع الانتحاريين الذين يتدربون في اليمن.
وقال كلارك إنه «لايزال هناك (في اليمن) آخرون يتلقون التدريبات وليس لديهم أي سجل (إرهابي) وهم أشخاص لا يبدون كإرهابيين ينتمون إلى القاعدة وقد لا يكونون عربا أو رجالا».
وجاء هذا التحذير في وقت وصف فيه مسؤولون أمنيون أميركيون وجود «عدد كبير غير معتاد» من المدرجين على لائحة الممنوعين من السفر جوا وهم يحاولون إما ركوب الطائرات داخل الولايات المتحدة أو المجيء إليها.
وتم منع ما لا يقل عن ستة أشخاص من المدرجة أسماؤهم على لائحة الممنوعين من السفر من ركوب الطائرات خلال فترة 48 ساعة ما بين يومي السبت والاثنين الماضيين بحسب ما ذكر مسؤولون أميركيون.
وكان من ضمن الذين منعوا من السفر يوم السبت الماضي رجل مصري كان يعتزم التوجه على متن طائرة للخطوط الجوية الأميركية من لندن إلى ميامي لأن اسمه كان واردا على لائحة الممنوعين من السفر جوا.
وتساءل كلارك عما إذا كان سبب نجاح هذه التوقيفات هو أن «الجميع يقوم بعمل أفضل في تطبيق لائحة الممنوعين من السفر أم أن اللائحة أصبحت أطول أو أن الإرهابيين يحاولون اختبار أمننا».
لكن مسؤولا أميركيا رفيعا قال إن التفسير الأقرب هو أن اللائحة ضمت حديثا المزيد من الإرهابيين المحتملين.