بموازاة الاجتماع الدولي الخاص باليمن الذي استضافته لندن أمس، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ان فرقا من الجيش الأميركي ووكالات استخبارات أميركية تضطلع بشكل كبير في عمليات سرية مشتركة مع الجيش اليمني.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن المسؤولين قولهم ان العمليات وافق عليها الرئيس باراك أوباما وبدأت قبل ستة أسابيع وشارك فيها العشرات من العناصر الأميركية من قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تقوم مهمتها الرئيسية على ملاحقة وقتل الإرهابيين المشتبه بهم. وأوضح المسؤولون ان العناصر الأميركيين لا يشاركون في الهجمات بل يساعدون في التخطيط للمهمات ووضع التكتيكات وتوفير الأسلحة والذخائر. وكجزء من العمليات صادق أوباما في 24 ديسمبر الماضي على قصف مجمع حيث كان يعتقد ان الشيخ أنور العقلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كان يشارك في اجتماع مع قادة محليين في «القاعدة». من جهتها التزمت القوى الكبرى التي اجتمعت امس في لندن بدعم اليمن في حربه ضد القاعدة، وأقرت الدول في بيان وزعت مسودته على هامش اجتماعها أمس بالحاجة الى التعامل مع التحديات المتنامية في اليمن والا هدد ذلك الاستقرار الاقليمي. وشارك في اجتماع امس دول مجموعة الثماني وجيران اليمن في مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن وتركيا، كما شارك في الاجتماع الذي استمر ساعتين كل من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومثلت هيلاري كلينتون الولايات المتحدة. وقال ايفان لويس وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية في تسجيل ڤيديو بث على موقع حكومي «اليمن ليس دولة فاشلة لكنه دولة هشة بدرجة لا تصدق.نود ان نصل الى هناك مبكرا لنعرض المساعدة ونحول دون ان يصبح اليمن دولة فاشلة». من جانبه اعترف اليمن بالحاجة الملحة للاصلاح الاقتصادي والسياسي وقال انه سيواصل المحادثات مع صندوق النقد الدولي في اطار برنامجه الاصلاحي، وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي لـ «رويترز» قبل الاجتماع إن بلاده تواجه خطر أن تصير دولة فاشلة ما لم تساعدها القوى الغربية في تطوير اقتصادها بحيث يجد الشبان بدائل عن نهج التشدد وقبل ذلك، اكد القربي ان حكومته تنتظر من المجتمع الدولي التزاما بدعمها ماديا وامنيا لكافحة التشدد، وبدعمها سياسيا عبر التأكيد على وحدة البلاد واستقرارها. وقال القربي في لقاء مع خبراء واعلاميين في معهد شاتام هاوس للدراسات مساء امس الاول «ما نريد من هذا الاجتماع هو الالتزام. نريد اعلانا من هذه المجموعة من الدول، وقد تنضم دول اخرى في المستقبل، يشمل التأكيد على الالتزام بمواجهة تحديات التنمية في اليمن».
من جهة أخرى، دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض المشاركين في الاجتماع إلى دعم «حق تقرير المصير» لليمنيين الجنوبيين، متهما صنعاء برعاية الارهاب وباستخدام الدعم الدولي لها من اجل سحق الحركة الاحتجاجية في الجنوب.
واستنكر البيض، الذي يعد من ابرز قياديي «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال، عدم دعوة اي من ممثلي الحراك الى الاجتماع الذي استضافته لندن، وذلك في رسالة موجهة الى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. واذ اقر البيض بان تنظيم القاعدة يحاول ان يجد «موطئ قدم» في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى العام 1990، اكد ان «ابناء الجنوب يتعهدون امام المجتمع الدولي بأن يتحملوا مسؤوليتهم كاملة في منع الارهابيين من استخدام اراضيهم وسوف يعملون بشتى الوسائل لتجفيف منابع الارهاب والقضاء على بؤره».