القاهرة ـ صفوت وهبة ـ ليلى نور
وسط حالة من الغليان تعيشها أحـزاب المعارضـة والمسـتقلون يتوجه المواطنون المصريون اليوم لـلادلاء بأصواتهـم في الاسـتفتاء على التعديـلات الدسـتورية التي تشـمل 34 مـادة مـن الدسـتور المصـري.
وقـد تم تجهيـز 35 الـف لجنـة اقتـراع فرعيـة و334 لجنة عامة في 27 محافظة تسـمح لـ 35 مليون ناخب من المقيدين بالجداول الانتخابية بالإدلاء بأصواتهم، وتم الانتهـاء من إعـداد لجـان الاقتراع في المحافظـات والاقسـام المختلفة وتسـليم رؤسـاء اللجـان الحبـر الفسـفورى الـذي تتم إزالتـه بعد مرور 24 سـاعة، وكذلك الصناديق الزجاجيـة الشـفافة، وسـمحت اللجنـة العليا للانتخابات بمراقبة حقوق الإنسـان للاستفتاء منذ بدء الاقتـراع الذي سـيبدأ فـي الثامنة مـن صبـاح اليـوم ويسـتمر حتى السـابعة مسـاء وكذلـك عمليـات الفـرز.
وكان مجلـس الشـعب قـد وافـق على التعديلات الدسـتورية علـى الرغـم مـن اعتـراض 102 نائب مصـري اعتبـروا التعديلات السـتورية احتكارا مطلقا للسلطة مـن خـلال نظـام انتخابـي يعمـل علـى إقصـاء المسـتقلين واصحاب التوجهات المعارضة.
وتعـارض أحـزاب وقـوى المعارضـة المصريـة الاسـتفتاء خصوصـا التعديـلات التي ادخلت على المادتين 88 و179 من الدستور، معتبريـن ان تعديل المادة 88 يلغي الاشراف القضائي على الانتخابات في حـين أن تعديل المادة 179 يوقف الضمانـات الدسـتورية للحريات الشـخصية والحريـات العامـة المنصوص عليها فـي المواد 41 و44 و45.
واختـارت المعارضـة امـس النـزول للشـارع بعدما اسـتنفدت قواهـا فـي نقـد بنـود التعديـلات وإطلاق التسـميات المختلفة عليها والدعوة العامة للمقاطعة واعتبار اليـوم «حـدادا» ودعـوة جماهيـر الشـعب إلى رفع الرايات السـوداء بشرفات المنازل.
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسـلمين المحظـورة د. عصـام العريان إن الحزب الوطني قد نجح فـي تفجيـر الأحـزاب مـن الداخـل وغـرس الخلافـات القويـة بينهـا وإفشال التحالفات والجبهات التي أقامتهـا خـلال السـنوات الماضية، وآخرهـا الجبهة الوطنيـة للتغيير التـي يرأسـها رئيـس الـوزراء الأسـبق د. عزيـز صدقـي، ودعـا قوى المعارضة إلى رفض المشاركة فـي أيـة انتخابـات مقبلـة يديرها النظام الحالي كانتخابات الشورى والانتخابات المحلية المقبلة.
وفي السياق نفسه وزع أعضاء «الإخـوان المسـلمون» بالقـرى والمـدن بالمحافظـات منشـورات وبيانـات تدعـو المواطنـين إلـى مقاطعـة الاسـتفتاء وتشـرح مـا أسـمته بالمخطط الخاص بتوريث السـلطة وقمـع وكبـت الحريـات وانتهاك الحريات والحياة الخاصة للمواطنين.
وقامـت عناصـر «الإخـوان» بلصـق المنشـورات فـي الشـوارع وطبـع الشـعارات علـى الجـدران للدعـوة إلـى المقاطعـة، وتـرى الحكومة ان التعديلات الدستورية سـتعمق الديموقراطيـة وحكـم القانون وتـؤدي الى تعديل النظام الانتخابي والاتيان بقانون مكافحة الارهاب ليحل محل قانون الطوارئ المطبق في مصر منذ 26 عاما.
مـن جانبهـا اسـتعدت وزارة الداخلية لتأمين اجراءات الاستفتاء على التعديلات الدسـتورية، حيث وضعـت خطـة محكمـة لتأمـين الصناديـق بـدءا مـن وصولهـا للجـان وحتـى عمليـة الفـرز مـع عـدم دخول الضبـاط القائمين على عمليـة التأمين للجـان إلا في حالة الضرورة القصوى.
الصفحة في ملف ( pdf )