اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران انتجت اول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% امام عشرات الآلاف من انصاره الذين احتشدوا وسط طهران امس لاحياء الذكرى الـ 31 لقيام الثورة الاسلامية ببلادهم.
وقال نجاد ان «رئيس هيئة الطاقة الذرية ابلغني بان الشحنة الاولى من الوقود المخصب بنسبة 20% انتجت وسلمت الى علمائنا» متسائلا لماذا يعتقد الغربيون ان هذه النسبة تطرح مشكلة؟.
وانتجت ايران اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في مصنع نطنز بعد 48 ساعة من بدء هذا الانتاج الذي اثار ازمة مع القوى العظمى التي تتجه خلال اسابيع لإقرار مجموعة رابعة من العقوبات على الجمهورية الاسلامية بحسب ما توقعته واشنطن.
وتبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ايران بانها ستنتج شحنة اليورانيوم عالي التخصيب لاول مرة «خلال ايام» بحسب وثيقة اصدرتها الوكالة. وذكرت الوثيقة ان الانتاج سيكون محدودا في الوقت الراهن.
تخصيب بنسبة 80%
وتابع نجاد يقول «لدينا حاليا القدرة على تخصيب اليورانيوم باكثر من نسبة 20% وحتى اكثر من 80%، لكننا لن نفعل لاننا لسنا في حاجة الى ذلك» مؤكدا اكثر من مرة في خطابه ان ايران «لا تريد القنبلة الذرية». هذا واعلن ان بلاده «ستضاعف قريبا 3 مرات انتاجها» من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%. وقال «ننتج يوميا في نطنز بضعة كيلغرامات من اليورانيوم (المخصب بنسبة 3.5%) ونخزنها لكننا قريبا سنضاعف انتاجنا 3 مرات» دون ان يقدم ارقاما مفصلة. وتنتج ايران نحو 70 كلغ شهريا في نطنز وجمعت في نهاية العام الماضي مخزونا يزيد على 1800 كلغ وفقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أوباما يضيع الفرص
الى ذلك، اتهم الرئيس الايراني نظيره الاميركي باراك اوباما بانه «يضيع الفرص» ويخدم اسرائيل الراغبة في مهاجمته ايران.
وقال: «للاسف فان الامل في التغيير (في الولايات المتحدة) يتحول الان سريعا الى يأس» مضيفا «اوباما يحبط الجميع..
انه للاسف يضيع فرصا ولا يتحرك بشكل صحيح ويسير في طريق يتعارض مع مصالحه الشخصية ومصالح الشعب الاميركي، ويخدم رغبة الصهاينة». كما شن هجوما عنيفا على اسرائيل، التي لا تعترف طهران بوجودها، متوقعا لها من جديد «انهيارا قريبا». وندد بـ «احتلال فلسطين وقيام النظام الصهيوني المجرم» وكذلك بـ «الدعم التام المقدم (لاسرائيل) من بعض الدول والمسؤولين الغربيين» الذين اتهمهم بـ «فرض نظام مشؤوم على المنطقة».
وقال نجاد ان «الصهيونية ستنهار قريبا» مضيفا ان القوى الغربية «تريد الهيمنة على المنطقة لكن الشعب الايراني لن يسمح بذلك».
التصدي لأي هجوم إسرائيلي
وكان الرئيس الايراني قد أبلغ نظيره السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي بأنه يجب التصدي لاسرائيل والقضاء عليها إذا شنت هجوما في المنطقة وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة الإسلامية.
وقال أحمدي نجاد في اتصاله الهاتفي مع الاسد «لدينا معلومات يعتمد عليها.. بأن النظام الصهيوني يبحث عن طريقة لتعويض هزائمه المخزية من أبناء غزة وحزب الله «في اشارة الى حرب غزة العام الماضي وحرب لبنان عام 2006.
ومضى يقول «إذا كرر النظام الصهيوني أخطاءه وبدأ عملية عسكرية فيجب التصدي له بكل قوة لوضع نهاية له للأبد».
وأضاف أحمدي نجاد الذي كثيرا ما كان يتوقع الزوال الوشيك للدولة اليهودية أن إيران ستظل في صف دول المنطقة بما في ذلك سورية ولبنان وفلسطين.
بدوره شكك البيت الأبيض امس في مزاعم ايران عن قيامها بزيادة تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20%، وقال ان بعض التصريحات الإيرانية تستند الى السياسة وليس الى العلم.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض «لا نعتقد ان لديهم القدرة على تخصيب اليورانيوم الى الدرجة التي يقولون انهم يخصبون بها الآن».
وعن قمع مظاهرات المعارضة في ايران، قال غيبس ان واشنطن تساند «الحق العالمي» للمتظاهرين الإيرانيين في حرية التعبير عن انفسهم من دون خوف او عنف، مؤكدا باسم الرئيس الأميركي باراك اوباما ان البيت الأبيض سيعرب عن «ادانته» لأي اعمال عنف يمكن ان تنتج من التظاهرات المناهضة للحكومة في ايران.
كما اعلنت وزارة الخارجية الأميركية امس ان ايران تحاول فيما يبدو وقف تدفق المعلومات داخل البلاد بشكل «شبه تام» وان الحكومة الإيرانية تخاف من شعبها، وذلك وفق ما صرح به المتحدث باسم الوزارة بي جيه كرولي للصحافيين.
المعارضة تشارك في التجمعات
وكان قد تجمع عشرات الاف الايرانيين صباح امس في ساحة آزادي في طهران لاحياء ذكرى الثورة الاسلامية، وسط انتشار كثيف للشرطة.
وحظرت السلطات على الصحافة الاجنبية تغطية المسيرات التي تنظم بهذه المناسبة خشية ان تتخللها تظاهرات للمعارضة.
وتم حصر الصحافيين الاجانب في منبر رسمي اقيم في ساحة ازادي لتغطية الخطاب الذي سيلقيه فيها الرئيس الايراني.
وتوافدت حشود الايرانيين من عدة نقاط من العاصمة في سبعة مواكب توجهت الى ساحة ازادي وهم يرفعون اعلاما ايرانية ولافتات كتب عليها «الموت لاسرائيل» و«الموت لأميركا»، بحسب مشاهد نقلها التلفزيون الرسمي.
كما ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. ونشرت الشرطة اعدادا كبيرة من عناصر مكافحة الشغب في الساحة وفي محيطها، بحسب ما افاد صحافي وكالة فرانس برس. بالمقابل دعا قادة المعارضة التي حظر عليها التظاهر، انصارهم الى المشاركة بكثافة في التجمعات الرسمية في جميع انحاء ايران لاسماع اصواتهم.
وذكر موقع رهبسبز المعارض على الانترنت ان «الآلاف من انصار الحركة الخضراء (لون المعارضة لاحمدي نجاد) موجودون في الشوارع»، غير انه لم يتسن الحصول على تأكيد لذلك من مصدر مستقل.
واعلن المعارض البارز مهدي كروبي الرئيس السابق لمجلس الشورى مشاركته في التظاهرة مع انصاره رغم التحذيرات والضغوط التي تمارسها السلطات على اسرته والمقربين منه كما صرح نجله حسين كروبي لـ «فرانس برس».
واكد حسين كروبي ان الشرطة اعتقلت العديد من انصار والده امس الاول.
وفي هذا السياق من التوتر وفي الوقت الذي تواجه فيه طهران تهديدات بعقوبات دولية جديدة لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم حذر النظام من انه لن يسمح بظهور اصوات معارضة خلال هذه المسيرات التقليدية الرامية الى اظهار قوة النظام الاسلامي وشعبيته.
ونقلت وكالة فارس عن مسؤول رسمي قوله ان «الشرطة اتخذت اجراءات لضمان سير المسيرات في هدوء وامان» مضيفا «اذا اراد البعض استغلال الوجود الحاشد للشعب فإن الشرطة ستتدخل بحزم».
اشتباكات
وشهدت التظاهرات حصول اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للمعارضة. وقال موقع «جرين فويس» وهو موقع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازا مسيلا للدموع على مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي احتشدوا بوسط طهران.
كما ذكر موقع جرس المعارض على الإنترنت أن قوات الأمن هاجمت سيارتي كروبي والرئيس السابق المعتدل محمد خاتمي حين شاركا في الحشد دون ان يصابا بجروح. وذكرت مصادر في المعارضة ان حراسا شخصيين لكروبي اصيبوا بجروح خطيرة خلال الهجوم.
احتجاز حفيدة الخميني لفترة
الى ذلك، قال موقع جرس ان قوات الامن احتجزت لفترة وجيزة حفيدة الزعيم الاعلى الايراني الراحل الخميني وزوجها.
وقال الموقع ان زهرا اشراقي وزوجها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي احتجزا خلال الحشد بمناسبة ذكرى قيام الثورة الاسلامية عام 1979.
وذكر انه افرج عنهما في وقت لاحق. لكن موقع بارلمان نيوز الاصلاحي على الانترنت قال انهما لم يحتجزا لكن منعا من الانضمام الى الحشود حفاظا على سلامتهما ثم سمح لهما بالذهاب بعد ذلك.
وقال موقع جرس أيضا ان احد ابناء الزعيم المعارض مهدي كروبي احتجز ايضا.
الحفاظ على النظام الإسلامي
وبختام المسيرات في ذكرى الثورة الاسلامية امس صدر بيان رسمي تضمن دعوة لاعتبار مبدأ ولاية الفقيه «محور» وحدة الشعب الإيراني وضمان سلامة النظام الإسلامي. وشدد البيان الذي نقلته وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية على ان دعم حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي من «اكبر الواجبات الشرعية والوطنية».
ونقلت الوكالة عن البيان «ان الثورة الإسلامية مبنية على أسس الإسلام والنبوة والإمامة وولاية الفقيه ونهج مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الراحل الخميني وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي».