هددت حركة طالبان امس بشن حرب استنزاف ردا على الهجوم الذي اعلنته القوات الدولية والافغانية قبل 10 ايام على معاقل الحركة في جنوب افغانستان وسخرت الحركة من اعلانات الائتلاف «الاعلامية».
ونقل المتحدث باسم المتمردين الاسلاميين يوسف احمدي عن بيان لطالبان على موقع الحركة الالكتروني «سنلجأ الى التكتيك الذي اعتمدناه في العمليات في ناوا وخانشين».
وكان يشير الى الهجمات التي شنتها القوات البريطانية والاميركية العام الماضي في ولاية هلمند.
واضاف «سنلجأ اساسا الى عمليات الكر والفر وزرع القنابل على الطرقات» مشيرا الى العبوات التي تعد السبب الرئيسي لسقوط القتلى في صفوف القوات الدولية.
وخلال هجمات سابقة لم تبد طالبان مقاومة كبيرة لكن مقاتليها لجأوا الى الجبال لمواصلة عمليات التمرد.
وقال احمدي في البيان «حسب ما رأينا على الارض فان هذه العملية لا تختلف عن الانشطة اليومية لقوات الغزو».
ومنذ حوالى 10 ايام اعلنت كابول وقوة الحلف الاطلسي وواشنطن ولندن عن هجوم وشيك على مرجة التي يسيطر عليها متمردو طالبان في ولاية هلمند في جنوب البلاد.
وقال احمدي ان «العدو يروج لهذه العملية ويحاول اقناع وسائل الاعلام بانها اكبر عملية عسكرية رغم ان مرجة منطقة صغيرة جدا».
وتبادل جنود اميركيون النار مع عدد من مسلحي طالبان امس قرب منطقة مرجة وذلك قبل هجوم كبير متوقع على المنطقة.
ووقع تبادل إطلاق النار - بحسب ما ذكرته شبكة تلفزيون «سي بي إس» الأميركية ـ عندما كانت قوة أميركية ـ أفغانية مشتركة تعمل على إغلاق طريق يربط بين مرجة ومدينة لشكركاه عاصمة هلمند، لتمنع مقاتلي طالبان من الهرب.
ولم ترد أي تقارير عن وقوع اصابات في الاشتباكات. وقالت القوات الأميركية إن مسلحي طالبان الذين اشتبكوا مع جنودها كانوا يحاولون على الأرجح جر الأميركيين إلى معركة قتالية كبيرة قبل أن تكتمل استعدادات القوات لشن الهجوم الكبير المتوقع على مرجة.
وتوصف منطقة مرجة بأنها آخر معقل رئيسي لطالبان في هلمند أكثر أقاليم البلاد عنفا وتحتوي هذه المنطقة على عدة قنوات وحقول للخشخاش.
وعلى عكس العمليات السابقة، تتحدث قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ شهور عن هذا الهجوم على أمل أن يدفع ذلك مسلحي طالبان وقادتهم في المنطقة إلى التخلي عن القتال.
وسوف يشارك عدد كبير جدا من جنود مشاة البحرية الأميركية في هذه العملية.
وتشير تقارير إلى أن مئات المدنيين من سكان المنطقة فروا لكن معظم السكان الذين تقدر أعدادهم بنحو 100 ألف شخص لم يتركوا منازلهم.
في غضون ذلك، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون خلال زيارته المفاجئة الى كابول امس ان القوات الفرنسية ستبقى في افغانستان «ما يتطلب من وقت لارساء الاستقرار» في هذا البلد.
وقال فيون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي في ختام لقاء بينهما «من المؤكد ان فرنسا ستبقى الوقت الذي يتطلبه ضمان الاستقرار في افغانستان».
وتابع ردا على سؤال حول اعلان فرنسا ارسال ثمانين مدربا عسكريا اضافيا «لقد خصصنا الوسائل اللازمة لانجاز المهمة التي اوكلت الينا».
وقال «ان الوسائل الاضافية التي سنرسلها هي جهود تبذل من اجل تدريب الجيش والشرطة الافغانيين» من دون اضافة أي تفاصيل اخرى.