لندن ـ عاصم علي
فـي مقالـة أظهـرت براعته فـي قلب الحقائـق لمصلحة إسـرائيل، وسـعيه لاسـتقطاب رمـوز الغـرب، كشـف أفيغـدور ليبرمـان نائـب رئيـس الـوزراء الاسـرائيلي والمرشـح البـارز لخلافتـه، عن اسـتراتيجيته خـلال الحملـة المقبلـة فـي مواجهـة أعداء اسـرائيل، وتحديدا العرب والمسلمين.
واختـار ليبرمـان صحيفـة يهوديـة بريطانية للافـراج عن هذه الرؤيـة التي تتمركز حول اعتبار اسـرائيل «خطـا أماميا» في صراع الحضـارات بين المسـلمين والعالم الغربـي.
ووفقا لما كتبـه ليبرمان فـي صحيفة الجالية اليهوديـة التي تتمتع بنفوذ اسـتثنائي إعلاميا وسياسـيا وماليا، فإن تـل أبيب تنوي الخوض فـي مواجهة وحدها ضـد «مـن يريد تدميرهـا»، أي إيران أحمـدي نجاد الذي «يسـمح له العالم بأن يقف أمام المحافل والمؤسسـات المحترمة عالميا».
وسـاوى ليبرمان بين تنظيم «القاعدة» وزعيمه أسـامة بن لادن من جهة وبين بقيـة العالم العربي من جهـة ثانية «لأننا لا نسـمع ادانات مهمة من القيادات الدينية والسياسـية والروحية العربية والمسـلمة» لفظائع ارتكبت باسم الاسلام، على حد زعمه.
ووصـف ليبرمـان، وهـو زعيم حـزب «اسـرائيل بيتنـا»، العالم العربـي بأنـه «كتلـة أصوليـة» لا فرق فيها بـين بـن لادن والزعماء العرب المعتدلين أو أصحاب الرؤية.
وبعدما أشـار الى حقيقة أن هذه الكتلـة لا تريد حلا مهمـا كان ثمنه بل ترغب في فرض الاسـلام على بقيـة العالم، ألمـح هذا الزعيـم الراديكالي الذي يوالـي صعوده على سـلم القيادة الاسـرائيلية، إلى أن الحـل الوحيد يكمن فـي المواجهة.
إلا أن لاسـرائيل «حظـا سـيئا»، لأن موقعهـا الجغرافـي يحتم عليها أن تكـون الخط الأمامـي للمواجهة بين «العالم الحـر» وهذه «الكتلة الأصولية».
وفي حذاقـة تظهر تصميمه على إقحام العالم الغربي في الصراع العربـي الاسـرائيلي، أشـار ليبرمان الـى المهمة الصعبـة أمام حلف الأطلسـي (الناتو)، والتي تتمثل في إيجـاد دور جديد له بعد انهيار الكتلـة الشـيوعية بقيادة الاتحاد السـوفييتي.
إلا أن ليبرمان قال إن المهمـة الجديدة للناتو يجب أن تكون الدخول في المواجهة بين العالم الحـر والكتلة الأصوليـة.
والصراع العربي ـ الاسـرائيلي، كما يزعم ليبرمـان، ليس صراعـا حدوديا أو على الأرض بـل مواجهة مع عدو مصمم على فرض الدين الاسلامي بالقوة.
الصفحة في ملف ( pdf )