فيما اعلن الرئيس الافغاني حامد كرزاي امس مقتل 10 مدنيين في اليوم الثاني من الحملة العسكرية «مشترك» التي تقودها قوات الناتو بمساعدة القوات الافغانية على احد معاقل طالبان في مرجة جنوب افغانستان، اعلن الحلف الاطلسي مسؤوليته عن مصرع هؤلاء المدنيين.
الى ذلك اكد المسؤولون أن 27 من مسلحي طالبان لقوا حتفهم خلال العملية.
وقد تم إدخال الآلاف من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) والقوات الافغانية والبريطانية عن طريق عشرات الطائرات المروحية والعربات المدرعة إلى منطقتي مرجة وناد علي في الاقليم.
وزعم مسؤولو الناتو أنهم تمكنوا من تحقيق نصر مبكر في الوقت الذي مشطت فيه القوات 13 موقعا مستهدفا في المنطقتين اللتين تعدان من المعاقل الاستراتيجية في الاقليم الذي يعد الاقليم الرئيسي لانتاج الافيون في البلاد.
وقال داود احمدي المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند «إن العملية تسير بنجاح».
وأضاف «لقد قتل سبعة متمردين منذ ليلة أمس الاول ليبلغ بذلك عدد القتلى في صفوف طالبان 27 متمردا».
وقال إن القوات المشتركة عثرت أيضا على أكثر من 2500 كيلوغرام من المتفجرات وقامت بتدميرها.
وأضاف احمدي إن اثنين من قوات الناتو احدهما جندي بريطاني والثاني من المارينز لقيا حتفهما أيضا خلال اليوم الاول من العملية.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان على موقعها الالكتروني إن احد جنودها لقي حتفه إثر وقوع انفجار في منطقة ناد علي.
وقال وزير الدفاع الافغاني عبدالرحيم وردك في كابول أمس الاول إن هناك بعض الاصابات التي وقعت في صفوف القوات الافغانية.
وأضاف إن المئات من مقاتلي طالبان مازالوا في المنطقة في حين ان عددا كبيرا من المتمردين قبل بدء العملية العسكرية التي أعلن عنها قبل أسابيع.
وقدر مسؤولو الناتو والقوات الافغانية ان ما يتراوح بين 600 وألف من مسلحي طالبان متمركزون في المنطقتين المستهدفتين.
وقد تم حشد نحو 15 ألف جندي من القوات الأميركية والافغانية والبريطانية والكندية والدنماركية والاستونية للقيام بهذه العملية.
وتتركز العملية التي تحمل اسم «مشترك» في منطقة مرجة التي يقطن بها 80 ألف نسمة حيث أقام مهربو المخدرات الذين يحظون بحماية طالبان أكبر سوق للمخدرات في البلاد.
وفر المئات من السكان المحليين في منطقتي مرجة وناد علي إلى العسكرجاه عاصمة الاقليم ولكن بقي اخرون في ضوء تأكيدات مسؤولي الناتو بأنهم سوف يتخذون الاجراءات اللازمة لتجنب وقوع خسائر بشرية بين المدنيين.
وقال المسؤولون إن القنابل التي تزرع على جانب الطريق أبطأت من تقدم القوات المشتركة نحو بلدة مرجة. وقال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان هاتفيا من مكان مجهول إن مقاتلي طالبان لم ينسحبوا. في نفس السياق، ذكر البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الاميركي باراك اوباما على مجريات الهجوم الذي يجري في جنوب افغانستان موضحا انه اجرى خصوصا محادثات مع مستشاره لشؤون الامن القومي الجنرال جيمس جونز. وذكر الناطق باسم البيت الابيض توني فييتور ان الجنرال جونز زار مطلع الاسبوع الجاري باكستان وافغانستان.