-
إسرائيل تضرب بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن وهي من عرقل الوساطة التركية بينها وبين سورية ولا نمانع في إحيائها إذا رغبوا
قبيل توجهه إلى أميركا في ابريل المقبل للمشاركة في اجتماعات مجلس الأمن ولقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، وفيما أوفد وزير خارجيته أحمد داود أوغلو إلى طهران لبحث الوساطة التركية في الملف النووي الإيراني، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مشاركة تركيا في أعمال مجلس التعاون الخليجي «ستزيد من قوته ومن قوة التضامن فيما بيننا».
وأكد اردوغان في حديث لصحيفة الشرق القطرية أجراه رئيس التحرير جابر الحرمي قبل ايام أن «محور سياستنا الخارجية ليس كسب الاعداء وانما كسب الاصدقاء»، وأعرب عن استعداد أنقرة للعب أي دور يترتب عليها في الملفات الساخنة في العراق واليمن ودارفور.
كما اعرب عن استعدادها لاستعادة دور الوساطة بين سورية واسرائيل «اذا ارادت الاطراف ذلك».
أما بخصوص التوسط بين إيران والغرب فيما يتعلق بملفها النووي فشدد اردوغان أن «مساعينا مازالت مستمرة، في بعض الأحيان نرى الأطراف المعنية تتباعد وجهات نظرها، وفي احيان أخرى تتقارب، وفي هذه الأثناء هناك حركة، أتمنى ان يتعقل الطرفان ويستطيعا تقريب وجهات نظريهما ويتم التوصل لحل للملف النووي الإيراني».
وبخصوص الاتفاق مع عدد من الدول العربية على إلغاء تأشيرة الدخول وما اذا كان هل هناك تباحث مع قطر حول الموضوع أكد أردوغان أنه عندما تكون قطر جاهزة لذلك فنحن سنكون سعداء بذلك، وعلى «الرأس والعين» كما يقولون.
تطابق مواقف
وحيال التطابق بين المواقف التركية ـ القطرية السياسية، خاصة بعد العدوان على غزة، أشاد رئيس الحكومة التركية بأن «المواقف مع قطر دائما تشكل تطابقا حيال العديد من التطورات والمستجدات بالمنطقة، فقد ساهمنا مع بعض في سلام لبنان، نظرتنا إلى القضية الفلسطينية وإلى قضية غزة متطابقة، نظرتنا إلى قضايا الشرق الاوسط بصورة اوسع ايضا متطابقة ومتشابهة، وكأننا ننظر من نفس النافذة».
الانفتاح على العالم العربي كان محورا هاما في حديث اردوغان لصحيفة الشرق وعما اذا كان هذا الانفتاح محاولة لوصل ما انقطع من تواصل خلال العقود الماضية بين شعوب المنطقة، اكد اردوغان أن «الخطوات التي نقوم بها في هذا المضمار، تبدأ بدول الجوار، فأول باب نطرقه هو باب الجار، بعدها نستمر في المباحثات إلى ما يلي ذلك، ودائما ما نطور ذلك ونجتهد من اجل هذا، ومحور سياستنا الخارجية ليس كسب الاعداء وانما كسب الاصدقاء، لذا خطونا خطوات كثيرة، وخاصة علاقاتنا مع دول الجوار جيدة ومتميزة».
وأشار الى مساهمة تركيا في أعمال الجامعة العربية، و«نحن بصدد المشاركة في أعمال مجلس التعاون الخليجي، ومشاركة تركيا في مجلس التعاون الخليجي ستزيد من قوته ومن قوة التضامن فيما بيننا».
وردا على مقولة ان بعض الدول تتحسس او تنزعج من السياسة الخارجية لتركيا في العالم العربي، قال أردوغان إذا كان يوجد مثل هذا الأمر فإن ذلك يؤسفنا، نحن نقوم بهذه الخطوات كدولة تعداد سكانها قرابة 73 مليون نسمة، و99% من شعبها مسلم». واضاف «نحن نعتقد ان مثل هذه الخطوات التي نقوم بها في مضمار سياستنا الخارجية انما هي وظيفة ترتبت على كواهلنا نتيجة إيماننا».
وأكد في هذا الصدد «ان الاعمال التي نقوم بها في مضمار السياسة الخارجية نفعلها اذا كان هناك ظلم يحيق بأحد او تتعرض له دولة من هذه الدول، نحب ألا نكون متفرجين على هذا الظلم، والصور والأوصاف او التهم التي تطلق على تركيا من انها ترغب في القيام او لعب دور قيادي او ما شابه ذلك، هذه أوصاف لا نرغب فيها ولا نحبها ونرفضها».
التواصل مع الجذور
وعلق أردوغان على مقولة «ان تركيا تعود إلى جذورها التاريخية وهو ما انعكس على دورها والحضور وربما مشاركتها في تحالف الحضارات»، بأن الوصف بهذا الشكل قد يفهم بشكل خاطئ، فـ «نحن لا نحب ان نذكر بأننا شعب قد انقطع عن جذوره، نحن شعب حافظ على قيمه، وفي هذا الموضوع تحديدا فإننا لا نستطيع السكوت على الظلم الذي يمارس حولنا»، وأكد ان «موقع دولتنا الاستراتيجي مختلف، نحن لدينا كل ما تبحث عنه، مرة يمكن أن ترانا مع دول بحر قزوين، مع القوقاز، ومرة مع الجانب الأوروبي، ومرة ترانا في الجنوب، ومرة ترانا ضمن جغرافيا الشرق الأوسط، لذا لا نستطيع السكوت على ما يجري في هذه البقاع». من هذا المنطلق وردا على سؤال حول حاجة العالم العربي إلى الدور التركي في أكثر من موقع، خاصة فيما يتعلق بالوضع في العراق والأحداث في اليمن والمصالحة بين الأطراف الفلسطينية، قال اردوغان «نحن لا نريد استخراج وظيفة مما يجري، لكن عندما تترتب علينا الوظيفة فإننا موجودون وجاهزون للتحرك، فاذا ترتبت علينا وظيفة في اليمن فنحن موجودون، وفي الشرق الاوسط فنحن لها، وكما تعلمون بالنسبة للوساطة بين سوريا واسرائيل ترتب علينا مثل هذا الموضوع وكنا موجودين، والامر كذلك في القضية اللبنانية، وفي العراق ايضا، والآن نسعى بكل جهدنا من اجل ملف إيران النووي، وفي القوقاز نفس الشيء ايضا». في الملف الافغاني ـ الباكستاني وحول قمة حامد كرزاي وآصف زرداري التي استضافتها انقرة قال انها «القمة الرابعة من نوعها» فباكستان كانت ترى افغانستان هي العامل الاساسي في الاضطرابات الداخلية، والعكس كذلك». واضاف هاتان «دولتان شعباهما مسلمان ويقومان بمثل هذه التصرفات، هذا لا يليق بنا، نحن وصلنا إلى مرحلة نستطيع مد يد المساعدة إلى الطرفين، نحن الآن في مرحلة تدعيم الثقة بين الطرفين، ننظر ونتابع بشكل جيد التطورات بين البلدين، أتمنى ان نستطيع تحقيق التضامن فيما يخدم مصالح البلدين في استتباب الامن الداخلي.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل والتوتر الآخذ بالتزايد بينهما، أكد أردوغان «نحن لم نكن نرغب بأن تصل علاقاتنا مع اسرائيل إلى هذا الحد، لكن اسرائيل هي التي سعت إلى ذلك وأوصلت ذلك إلى هذا الحد واتمنى ان يعودوا عن خطئهم، لأننا لم نكن ابدا طرفا في هذا التوتر، إننا لم يكن بإمكاننا التصفيق للقنابل الفوسفورية التي القيت على غزة، ولم يكن بوسعنا السكوت عن ذلك، اكثر من 1500 شخص قتلوا من اطفال ورجال ونساء من السابعة إلى السبعين».
سنحافظ على موقفنا
وشدد على أنه «إذا ما استمرت إسرائيل في انتهاك الحقوق الفلسطينية وحصار غزة ولم تتراجع عن ذلك» فسنحافظ على موقفنا الثابت، واضاف «نحن مع العدالة بالمنطقة، السلام يقوم على أسس العدالة، عندما لا يكون هناك عدل في مكان ما فلن تجد أثرا للسلم، من اجل هذا انشئت الامم المتحدة، لكن اسرائيل ضربت عرض الحائط بقرارات مجلس الامن الدولي، ولم تلتزم ربما بأي قرار من هذه القرارات، وللاسف ان الإنسانية جمعاء ما زالت ساكتة على هذا الموقف الإسرائيلي».
واضاف «في غزة لا يوجد هناك بنية تحتية، 5000 أسرة تسكن في خيام، قبل عام اجتمعوا في شرم الشيخ، ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن لم تبدأ اعمال ترميم البنية التحتية في غزة، ألا يحق لنا التساؤل اين الانسانية؟». أما عن الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل فقد أكد رئيس الحكومة التركي أن اسرائيل «هي التي عرقلت تلك الوساطة، لو لم تقم اسرائيل بقصف غزة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فيوم الاثنين قبيل قصف غزة اجتمعنا مع الطرف الاسرائيلي في سكني الرسمي برئاسة الوزراء، وكان هو الاجتماع الخامس، الموضوع تجاوز الفقرات والعناوين العريضة، ووصل الامر إلى الاتفاق على الحروف فقط، وتم الاتفاق على الالتقاء الجمعة المقبل، الا ان اسرائيل بدأت بقصف غزة السبت، وهناك انقطعت كل الاتصالات».
وعما إذا كانت هناك مساع لاستئنافها قال «اذا بلغتنا الأطراف الرغبة بذلك فلم لا».
الملف النووي الإيراني
أما بخصوص التوسط بين إيران والغرب فيما يتعلق بملفها النووي شدد اردوغان على أن «مساعينا مازالت مستمرة، في بعض الأحيان نرى الأطراف المعنية تتباعد وجهات نظرها، وفي احيان أخرى تتقارب، وفي هذه الاثناء هناك حركة، اتمنى ان يتعقل الطرفان ويستطيعان تقريب وجهات نظريهما ويتم التوصل لحل للملف النووي الإيراني».
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الاوروبي وانضمام تركيا إلى الاتحاد. قال اردوغان «في مباحثاتنا مع الاتحاد الاوروبي تم فتح واغلاق 12 فصلا من فصول حقوق الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، ولكن مازلنا في طور المفاوضات، نحن الآن دولة مفاوضة إلى الآن، لكن لسوء الحظ نحن على هذا الباب من 61 عاما.
واقرأ ايضاً:
ليبيا تردّ على منع القذافي من دخول سويسرا بتعليق التأشيرات لمواطني الاتحاد الأوروبي
زحمة زيارات لمسؤولين أميركيين وأوروبيين لسورية
واشنطن تحذّر من تحول طهران لـ «ديكتاتورية عسكرية»