في غمرة الانشغال العربي والاسلامي بالانقسامات البينية والصراعات الجانبية، تواصل إسرائيل استباحتها للمقدسات الاسلامية. وفيما باتت اخبار الحفريات الاسرائيلية الواسعة التي تهدد اساسات المسجد الاقصى والقدس المحتلة تمر مرور الكرام، قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ادراج الحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم ضمن خارطة المواقع الاثرية الاسرائيلية. ولتحقيق هذا الهدف، كانت الحكومة الاسرائيلية رصدت اول من امس موازنة تبلغ اكثر من 100 مليون دولار للحفاظ على 150 موقعا تاريخيا في اسرائيل دون ان تضم هذين الموقعين المقدسين، بيد أن نتنياهو اكد ان تلك اللائحة ليست نهائية واعلن ضم هذين الموقعين اليها.
وادى القرار الى وقوع صدامات صباح أمس بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الخليل بالضفة الغربية.
وقال مراسل وكالة «فرانس برس» ان عشرات من الشبان رشقوا حاجزا عسكريا اسرائيليا بالحجارة في مدينة الخليل فيما قام الجنود باطلاق القنابل المسيلة للدموع. كما عم المدينة اضراب اغلقت خلاله المتاجر والمدارس، وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان «حوالي 100 فلسطيني كانوا يحرقون اطارات السيارات ويرشقون الجنود بالحجارة»، مشيرة الى ان احد الجنود اصيب بشكل طفيف.
وكعادتها اكتفت القيادات الفلسطينية ببيانات الادانة والشجب وفي ردود الفعل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة الانباء الفرنسية «ندين بشدة هذا القرار الذي يؤكد مرة اخرى اصرار الحكومة الاسرائيلية على فرض الحقائق على الارض وفرض مزيد من الاملاءات الاسرائيلية». ودعا المجتمع الدولي الى اعتبار هذا القرار «غير شرعي وباطل كما اعتبر قرار ضم القدس لاغيا وباطلا وغير شرعي، خاصة ان هذا القرار الاسرائيلي استفزازي لمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم وللشعب الفلسطيني خاصة».
من جهتها، دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «القرصنة الاحتلالية الجديدة» و«القرار اللصوصي» الذي اتخذه نتنياهو، محملة «اسرائيل وحدها تداعيات هذا القرار الاحتلالي».
وقالت اللجنة ان «هذا السلوك المتواصل للحكومة الاسرائيلية المتطرفة تجاه نهب الارض الفلسطينية وتراثها التاريخي والديني يأتي منسجما مع سياستها المدمرة لفرص تحقيق السلام في هذه المنطقة». ودعت بدورها المجتمع الدولي ومؤسساته الى «القيام بخطوات ملموسة وحازمة تجاه إنقاذ المنطقة من دوامة دورة جديدة من النزاع وسفك الدماء»، محذرة من ان «تردد المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة في لجم نزعات اسرائيل الاستيطانية وتقويض اسس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني والاكتفاء بالدعوة إلى العودة للمفاوضات دون توفير أدنى متطلبات نجاحها يشجع الحكومة الاسرائيلية على مواصلة استهتارها بالشرعية الدولية وقراراتها».
من جهتها نددت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة حماس بالقرار الاسرائيلي، معتبرة انه يجب التصدي له.
وقال محمد الأغا وزير السياحة والآثار في الحكومة الفلسطينية المقالة خلال مؤتمر صحافي ان «الاعلان الصهيوني الخطير يأتي قبل أيام من الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الابراهيمي».
واضاف ان «هذا يثبت دموية قادة إسرائيل الذين يعشقون سفك دم الفلسطينيين وسرقة تاريخهم وحضارتهم بعد تهجيرهم».
داعيا إلى «هبة شعبية وعربية واسلامية دفاعا عن المقدسات وعن الحرم الابراهيمي الشريف» محذرا من ان «الغضب الفلسطيني ملتهب ولن يهدأ مادامت مقدساتنا تستباح».
وطالبت حكومة حماس «الامتين العربية والإسلامية واحرار العالم بالخروج بمسيرات جماهيرية لدفع حكوماتها إلى التدخل والضغط بقوة لوقف الاحتلال عن غطرسته واستباحته للمقدسات الإسلامية وكذلك المسيحية».
أما تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فقد وصف قرار ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد الصحابي بلال بن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية، بهدية تقدمها الحكومة الإسرائيلية للإرهابي باروخ غولدشتاين، الذي ارتكب مجزرة ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي في الخامس والعشرين من فبراير قبل ستة عشر عاما.
وقال خالد في بيان صحافي أمس إن اختيار رئيس الحكومة الإسرائيلية لهذا التوقيت بالذات ينسجم مع أيديولوجيته وسياسته اليمينية المتطرفة، ويأتي في الوقت نفسه في سياق توظيف للأساطير في محاولة للسطو على التاريخ والتراث الحضاري والإنساني للشعب الفلسطيني ولتزوير تاريخ مدينة الخليل.
وأكد أن هذا القرار غير المسؤول يندرج في سياق سلسلة من الإجراءات والتدابير التي تقوم بها حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة من تكثيف للنشاطات الاستيطانية، رغم إعلانها عن تجميد مؤقت مزعوم لهذه النشاطات لعشرة أشهر، ومن عمليات تهويد وتطهير تجري على قدم وساق في القدس ومحيطها وفي مناطق الأغوار الفلسطينية.
واقرأ ايضاً:
مبادرة فرنسية ـ إسبانية للاعتراف بدولة فلسطينية خلال 18 شهراً
إيران حددت 20 موقعاً للتخصيب وتبدأ الشهر المقبل بناء اثنين
أردوغان: أي هجوم إسرائيلي على إيران سيكون «كارثة»
ليبيا: تطويق سفارة سويسرا واعتقال رجل أعمال
البرادعي: أحاول أن أحسن بلدي وليست لدي خطة ولا أسعى لرئاسة مصر
غارة لـ «الناتو» تقتل 33 مدنياً أفغانياً وقندهار الهدف التالي بعد هلمند
تركيا: اعتقال أكثر من 40 شخصاً مشتبهاً فيه بالتآمر ضد الحكومة