بعد يوم واحد من توقيع اتفاق إطار السلام بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة في الدوحة، رفض عبدالواحد نور زعيم جيش تحرير السودان إحدى ابرز حركات التمرد الاخرى في دارفور، الاتفاق، معتبرا انه «يتغاضى» عن ضمان امن سكان المنطقة الغارقة منذ سبع سنوات في حرب أهلية.
وقال عبدالواحد نور في اتصال هاتفي «عن اي سلام نتحدث؟ عن سلام سياسي ومعركة من اجل الحصول على مناصب في الحكومة ولكنها لا تركز على الامر الاساسي وهو ضمان امن شعب دارفور».
وأضاف نور «ينبغي في المقام الاول توفير امن الناس ونزع سلاح ميليشيا الجنجويد (الموالية للحكومة) ووقف الابادة. عندئذ يمكننا الحديث عن ايجاد حل للنزاع»، مشيرا الى فشل جميع الاتفاقات المشابهة السابقة التي وقعت في نجامينا وأبوجا وغيرها.
وقال زعيم جيش تحرير السودان الذي يعيش منفيا في باريس «نناضل من اجل الشعب ومن اجل الحق في الحياة وهذا أمر لا تستطيع حركتنا أن تقوم بتسوية في شأنه».
ومازال عبدالواحد نور يتمتع بنفوذ كبير لدى قبيلة فور التي اعطت دارفور اسمها (بيت فور)، كما يتمتع بتعاطف كبير في مخيمات المهجرين لكن عددا كبيرا من الديبلوماسيين المهتمين بهذا الملف يعتبرون موقفه متعنتا وغير واقعي.
وتقول مصادر متطابقة ان انقسامات داخلية ظهرت في الفترة الاخيرة في اطار جيش تحرير السودان بزعامة عبدالواحد نور اذ ينتقد عدد كبير من القادة قرار زعيمهم عدم القبول بعملية الدوحة.
رفض نور جاء للتفاهم بين حركة العدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم الافضل تسليحا بين حركات التمرد في دارفور والحكومة السودانية الذي وقع رسميا في الدوحة وشمل وقفا لاطلاق النار والخطوط العريضة لاتفاق سلام سيتم استكماله بحلول 15 مارس.
كما نص اتفاق الدوحة على تقاسم السلطة ومشاركة حركة العدل والمساواة في «كافة مستويات السلطة (التنفيذية والتشريعية...) حسب معايير يحددها الطرفان لاحقا» على ان تؤسس حركة العدل والمساواة «حزبا سياسيا».