صادقت المحكمة الجنائية لمدينة أرزروم شمال شرق تركيا، الدائرة الثانية، على مذكرة الادعاء العام التي يتهم فيها قائد الجيش الثالث الجنرال ساليدراي بيرك وعدد آخر من العسكريين والمدعي العام لمدينة أرزينجان ايلهان جيهان ار بالتورط في أنشطة منظمة (أرجناكون) الإرهابية المتهمة بالتخطيط للانقلاب على الحكومة واغتيال رئيسها رجب طيب أردوغان وعدد آخر من الشخصيات البارزة.
ويعتبر قرار الاتهام الذي اعدته النيابة العامة لمحكمة ارزينجان الجنرال سالديراي بيرك رئيسا للخلية المحلية المرتبطة بالشبكة، والمدعي العام للمدينة ايلهان جيهان ار، احد مساعديه. ووجهت الى الجنرال والمدعي وإلى 11 موقوفا آخر تهمة الانتماء الى «منظمة ارهابية» وقد يحكم عليهم بالسجن 15 عاما، كما ذكرت صحيفة ملييت.
من جهتها اكدت وكالة انباء الاناضول ان ثمانية من الموقوفين الاخرين الاحد عشر هم عسكريون، اما الثلاثة الآخرون فينتمون الى اجهزة الاستخبارات.
ويؤكد قرار الاتهام ان الموقوفين كانوا يؤيدون خطة ترمي الى تشويه سمعة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وجمعية فتح الله غولين الاسلامية القوية التي يقال انها قريبة من حزب العدالة والتنمية، من خلال اخفاء مخدرات وأسلحة ووثائق مثيرة للشبهات في مقرات جامعية تتولاها الجمعية.
وكان من المفترض بحسب الخطة ان تتيح عمليات تفتيش في وقت لاحق ضبط هذه المخدرات والاسلحة والوثائق وادراج الجمعية في لائحة المنظمات الارهابية.
ووجه المدعي العام اتهامات بعضوية المنظمة والعمل على حشد قوات الجيش للمشاركة في الانقلاب ضد الحكومة، مطالبا بالسجن لمدد تصل إلى 15 عاما، إلى كل من قائد قوات الدرك في أرزينجان العقيد علي تابان وقائد قوات الدرك في اسكيشهير «وسط تركيا» العقيد رجب جنش أوغلو ومدير وحدة الاستخبارات بقوات الدرك في أرزينجان شيناسي ديمير و11 متهما آخرين.
ولفت المدعي العام لمدينة أرزروم تانر اكسكال في مذكرته إلى أن المتهمين حاولوا تنفيذ خطة «مكافحة الفعاليات الأصولية» لتصفية حزب العدالة والتنمية الحاكم وجماعة النور الإسلامية بزعامة الشيخ فتح الله جولن، التي نسب إلى العقيد بحري دورسون شيشيك التوقيع عليها، والتي نشرتها صحيفة (طرف) الليبرالية يونيو الماضي.
وكانت رئاسة الأركان قد أصدرت بيانا حولها الليلة الماضية أكدت فيه فتح التحقيقات مجددا مع شيشيك بعد ظهور أدلة جديدة تؤكد أنه صاحب التوقيع على الوثيقة، وأن المدعي العام العسكري أحاله إلى المحكمة العسكرية لكنها رفضت حبسه، وأن التحقيقات لاتزال مستمرة.
وكشفت معلومات أن شيشيك كان قد التقى قائد الجيش الثالث الجنرال ساليدراي بيرك في يناير وفبراير من العام الماضي، وعقدا لقاءات أيضا مع عدد من كبار القادة في إطار ندوات بالجيش.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا التي يتم فيها التحقيق مع جنرال بالخدمة هو قائد الجيش الثالث، كما تعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا التي يلقى فيها القبض على أحد المدعين العامين ويتم إيداعه السجن، حيث ألقي القبض على المدعي العام لمدينة ارزينجان ايلهان جيهان أر وتم إيداعه السجن منذ 17 فبراير الماضي.