قبل ايام قليلة من فتح صناديق الاقتراع تجددت المخاوف من تصاعد التهديد الأمني بوقوع ثلاثة انفجارات امس وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وتجاوزت حصيلتها الـ35 قتيلا و50 جريحا بينهم مدير صحة المحافظة والعديد من عناصر الامن والمسعفين الحكوميين.
وبحسب مصدر أمني محلي فإن الانفجارات الثلاثة استخدمت فيها سيارتان مفخختان وحزام ناسف فيما افادت معلومات لم تؤكد بعد العثور على سيارة مفخخة رابعة على مقربة من موقع الانفجارين الاولين.
وقال المصدر ان «الانفجارين الناجمين عن سيارتين مفخختين أسفرا عن 20 قتيلا و30 جريحا على الأقل، فيما أسفر الهجوم الثالث الذي استخدم فيه حزام ناسف عن أكثر من 10 قتلى ومثلهم من الجرحى بينهم مدير صحة ديالى علي التميمي».
وأضاف أن «ما لا يقل عن 15 من رجال الامن الحكوميين سقطوا بين قتيل وجريح بالتفجيرات الثلاثة التي وقع احدها قرب دائرة الإسكان غرب بعقوبة والثاني قرب مكتب تيار الإصلاح الوطني الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري بينما وقع الانفجار الثالث بحزام ناسف خارج مستشفى بعقوبة العام مستهدفا جرحى الانفجارين الاولين واطقم الاسعاف والدفاع المدني». من جانبها اكدت وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) امس ان الامور «تحتاج الى حدوث تحول غير عادي في الاحداث ينذر بكارثة» في العراق حتى تفكر في ابطاء انسحاب القوات الاميركية من البلاد.
وقال المتحدث الصحافي باسم الپنتاغون جيف موريل «كل شيء يشير في هذه المرحلة رغم التفجير الذي وقع في بعقوبة الى اننا نسير نحو الهدف لتلبية هدف سياسة الرئيس باراك اوباما باجراء خفض في القوات الى 50 الف جندي في العراق في سبتمبر وهو الاول هذا العام. كل شيء يسير في ذلك الاتجاه».
في غضون ذلك وبانتظار تحقيق حلمه يوما ما باعتلاء عرش الملكية في العراق، يخوض الشريف علي بن الحسين الانتخابات التشريعية في السابع من الشهر الجاري ضمن ائتلاف يضم أحزابا شيعية رئيسية.
ويتحدر الشريف علي (54 عاما) من عائلة عريقة من العرب السنة، تعود جذورها الى الشريف حسين ملك الحجاز مطلع القرن العشرين. واختار ان يخوض الانتخابات الثانية منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ضمن قائمة الائتلاف التي تضم «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي» بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بالاضافة الى احزاب شيعية اخرى. واضاف الشريف المتزوج من شيعية من مدينة كربلاء والاب لاربعة ابناء مقيمين في لندن، «نشارك في الانتخابات التشريعية ضمن القائمة الشيعية بانتظار ايام افضل». ويتخذ من منزل كبير في منطقة الجادرية الراقية قرب نهر دجلة، مقرا له لاستقبال ضيوفه في صالة فخمة علقت على جدرانها صور اسلافه الذين حكموا هذا البلد منذ العام 1921 حتى سقوط الملكية بانقلاب دموي عام 1958. وتنتشر قوة من الجيش العراقي على مدخل المقر حيث رفعت صورة كبيرة للشريف علي مبتسما كتب على جانبها عبارة «امنح صوتك لمن يستحقه». ومنذ عودته في العاشر من يونيو 2003، الى بلد غادره عندما كان في الثانية من العمر، قادما من لندن تعرض الشريف علي لنكسات.
وكان قد اعلن فور وصوله كزعيم للحركة الملكية الدستورية قائلا «من الواضح ان غالبية العراقيين يطالبون بعودة الملكية».
وقد رفض الاميركيون ادخاله الى مجلس الحكم الذي حكم البلاد بعد الحرب الاميركية عام 2003، كما ان حركته لم تنل اي مقعد نيابي في انتخابات عام 2005. ويقول المطالب بعرش الملكية بينما كان جالسا وفوقه صورة للملك فيصل الاول الذي حكم العراق بين 1921 و1933، ان «الترشح على قائمة «الائتلاف الوطني العراقي» امر قابل للنقاش لكنني اعتقد انه الخيار الافضل». واعتبر ان من «الخطأ التأكيد ان الائتلاف الوطني يضم احزابا دينية، فهو يضم ليبراليين وشخصيات اخرى متنوعة كما انه قائم على اساس برنامج سياسي عماده دعم مؤسسات الحكومة ورفض الطائفية». واوضح ان «القوائم السنية اقترحت تحالفات بغرض الانتخابات فقط، اما بالنسبة لائتلاف دولة القانون، فقد لاحظت ان هدفهم الاساسي هو احتفاظ (رئيس الوزراء) نوري المالكي بمنصبه». ويحمل الشريف علي رقم 11 بين مرشحي القائمة في محافظة بغداد التي خصص لها 70 مقعدا من اصل 325 في البرلمان المقبل، ما يعني ان فرصته بالفوز كبيرة نظرا لقانون النسبية في الانتخابات. واكد الشريف علي ووالدته بديعة ابنة عم الملك غازي الذي حكم بين العامين 1933 و1939، انه مايزال «مقتنعا بان عودة الملكية قد تكون علاجا لمعاناة العراق، هذا هو طموحي الدائم لكن الظروف لا تسمح بذلك».
واقرأ ايضاً:
العرب يعطون الضوء الأخضر لمفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية غير مباشرة
ليبيا تفرض حظراً اقتصادياً شاملاً على سويسرا وتحذّر أميركا من تدهور العلاقات إذا لم تعتذر
إيران: محكمة الاستئناف تؤيد الإعدام لطالب معارض
المحكمة الدستورية في تركيا تحذر أردوغان من فرض إصلاحات قضائية