بيروت ــ عمر حبنجر
فرضت المواقف والآراء، التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب المتخرجين من طلاب الحزب أمس الأول، حالة من ردود الفعل الجامحة من جانب قوى الأكثرية تراوحت بين التوضيح والشجب، أو اعتبار ما أدلى به تأكيدا واضحا لآراء سبق للأكثرية ان تحدثت عنها أو حذرت منها، خصوصا في موضوعي المحكمة ذات الطابع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية اللذين يشكلان طرفي الحبل المشدود بين الموالاة والمعارضة.
واجمع الموالون الذين تسنى لهم التعليق على خطاب السيد نصرالله على انه «أوصد الباب أمام الحوار بكلام عالي السقف، هو الاكثر وضوحا لجهة اعتباره المحكمة ذات الطابع الدولي قائمة على أحكام مسبقة»، ودفاعه عن الضباط الأربعة الموقوفين واعتبار توقيفهم سياسيا.
وكان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تساءل قبل خطاب نصرالله: هل الملاحظات التي تحدث عنها المعارضون حول المحكمة، ولم يظهروها، وبينهم حزب الله، تحتاج الى تخصيب؟
وقال الوزيرد.احمد فتفت (عضو قوى 14 مارس) في تصريح متلفز أمس: أنا أتساءل الى أي منحى يتجه البلد؟، وأضاف: لقد كاد السيد نصرالله ان يقول ان «رفيق الحريري انتحر من أجل ان تنشأ محكمة دولية».
وتابع: بكل صراحة، لقد هزلت بالفعل (حسب قول نصرالله) هذا الاسلوب المرفوض في التعاطي مع جريمة بحجم جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انه يشكل تحديا لمشاعر كل اللبنانيين، فمنذ سنتين ونحن نتعرض للكذب، ان المحكمة الدولية مقبولة ونريد معاقبة القتلة، واذا بنا نطالب باطلاق سراح الضباط الموقوفين بجريمة الاغتيال، وبعدم الأخذ بعين الاعتبار أي بند من بنود المحكمة ووجوب عودة المحكمة الى القضاء اللبناني، ونحن ندرك لماذا ذهبت المحكمة الى الطابع الدولي، لاننا نعرف تماما انه لا يمكن في لبنان ان تخاض معركة من هذا النوع على الصعيد القضائي.
فتفت الذي شغل لفترة منصب وزير الداخلية بالوكالة، نفى ما ورد على لسان نصرالله من وجود ضباط اجانب في «مكتب المعلومات» وتحداه بأن يثبت دليلا واحدا على ذلك.
عضو قوى 14 مارس النائب السابق د.فارس سعيد وردا على سؤال حول قراءته لخطاب نصرالله، حيث إن البعض اعتبر فيه ردا على العريضة النيابية الى الامم المتحدة حول المحكمة الدولية، قال: كنا نتوقع عيدية متفائلة من السيد نصرالله للبنانيين بمناسبة الفصح، فإذا به يطل فاقدا الأمل من «القدرة على اتخاذ اي موقف سياسي بعدما اخرجت قوى 14 مارس موضوع المحكمة من معادلة المحكمة مقابل الحكومة، واصبحت المحكمة بعهدة الامم المتحدة»، وأضاف: ادرك تماما ان هناك سدا منيعا يقيمه الشعب اللبناني امام الأهداف السياسية التي كشف عنها اول من امس.
واضاف: في كلام نصرالله نفهم قول حزب الله انه على رأس دولة تمنع قيام الدولة اللبنانية، دولته هي دولة اسقاط الولايات المتحدة في لبنان اي انه جزء من مشروع إسلامي اكبر من المشروع اللبناني، دولة عرقلة قيام المحكمة الدولية وحماية اميل لحود رئيس جمهورية لبنان لأنه يعتبر ان لحود هو جزء من التركيبة السياسية، ومنع انتخابات رئيس جديد للجمهورية في الموعد.
الصفحة في ملف ( pdf )