واشنطن ـ احمد عبدالله
قال كبير المفتشين عن اسلحة الدمار الشامل السابق في الامم المتحدة هانز بليكس لـ «الأنباء» انه لا يعتقد ان المسار الديبلوماسي لحل المواجهة بين المجتمع الدولي وايران قد استنفد تماما بعد.
واضاف بليكس في حوار دار معه على هامش مؤتمر عقد في واشنطن ان الولايات المتحدة لم تمض في طريق الديبلوماسية حتى نهايته وشرح ذلك بقوله «هناك امور محددة كان يمكن ان تطرح مثل الاستعداد لتقديم ضمانات امنية لطهران والنظر بايجابية الى برنامجها النووي السلمي وتقديم عروض جادة لدعم هذا البرنامج طالما بقي في نطاقه المدني. لا اعتقد ان ايران ستكون قادرة بسهولة على مواصلة برنامجها نحو الهدف الذي تقول انها تسعى اليه اي توليد الطاقة لخفض الاستهلاك المحلي».
وردا على سؤال حول الاسباب التي تجعله يعتقد ان من الصعب على ايران مواصلة برنامجها، قال بليكس «يحتاج اي بلد الى امدادات منتظمة من اليورانيوم الخام لكي يحصل على احتياجات برنامجه من اليورانيوم المخصب. وليس لدى ايران مصدر منتظم للحصول على اليورانيوم الخام».
وتابع «اذا ما دخلت طهران في مواجهة مع المجتمع الدولي فان الحصول على خام اليورانيوم سيكون امرا صعبا. ولا اعتقد ان الايرانيين يريدون اختراق حاجز التخصيب اي امتلاك القدرة التكنولوجية الضرورية على ذلك وربما تخصيب قدر محدود ثم التوقف. ان النتيجة لن تبرر الثمن الذي ستدفعه ايران اذ ان ثمن هذه الكمية المحدودة من اليورانيوم المخصب سيكون باهظا على كل الاصعدة».
وأضاف «في المقابل فان الايرانيين يريدون امتلاك تلك التكنولوجيا وفي نفس الوقت ادارة برنامج فعال لتوليد الطاقة حسب قولهم. ولا بأس في ذلك بأي حال. من الممكن امدادهم باليورانيوم الخام وبتكنولوجيا تجعل من التخصيب عملية اكثر امنا وافضل نتيجة. ويمكن ايضا تقديم ضمانات امنية على غرار ما فعلته الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية. ثم يمكن العمل تدريجيا على بناء الثقة وفتح قنوات التعاملات التجارية مع ايران. ومن جهة ايران فان عليها ان تقدم للمجتمع الدولي ضمانات بانها لا تدير برنامجا نوويا عسكريا عن طريق اخضاع عملية التخصيب لاشراف الوكالة الذرية الدولية كما نفعل نحن في السويد».
وشرح بليكس التجربة السويدية قائلا «لدينا عشرة مفاعلات نووية. وتلك المفاعلات تحتاج الى وقود. واذا انتجنا نحن الوقود ونحن قادرون على انتاجه فان التكلفة ستكون كبيرة. لذا فاننا نستورده لامداد مفاعلاتنا بالوقود. ويمكن لايران ان تنتج قدرا محدودا من اليورانيوم عالي التخصيب للتمكن من تكنولوجيا انتاجه. الا انها كما اوضحت ستواجه صعوبات جمة عند محاولة انتاج كميات كافية من اليورانيوم عالي التخصيب محليا لامداد شبكة المفاعلات الطموح التي تنوي تشييدها».
وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان لدى ايران برنامجا نوويا عسكريا قال بليكس «لا اعرف. اعتقد ان تقرير اجهزة الاستخبارات الاميركية عن هذا الموضوع سيصدر في الفترة القصيرة المقبلة. لست في موقع يمكنني من ان احكم. ولكنني اعرف ان امتلاك ايران لسلاح نووي لن يحقق لها الامن الذي تنشده. ان الاتحاد السوفييتي إنهار وهو قوة نووية كبيرة. فالقنبلة النووية لا تصنع أمنا. الأمن هو مزيج من القدرات الذاتية الاجمالية بما في ذلك العسكرية والعلاقات البناءة مع الوسط المحيط والعالم. واعتقد ان مواصلة ايران لبرنامجها النووي سيرهقها اقتصاديا الى حد كبير. ومرة اخرى فان الاتحاد السوفييتي انهار لاسباب داخلية وهو امر يستحق التأمل لاسيما في ايران».
وحول امتلاك اسرائيل لسلاح نووي قال بليكس «بمقدور الايرانيين في هذه اللحظة المعقدة طرح قضية اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اسرائيل. وبوسع المجتمع الدولي ان يقدم ضمانات اقليمية لحدود الدول كما هي قائمة الآن. كما ان بالامكان تعميم المظلة النووية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) لتشمل اسرائيل بل وربما ضم اسرائيل للحلف مقابل التخلي عن اسلحتها النووية ضمن صيغة اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية. واعتقد انه في حالة التوصل الى اتفاق سلام وموافقة ايران على بدء مفاوضات شاملة فاننا سنجد نافذة مفتوحة على مصراعيها للتقدم نحو تحقيق هذا الهدف اي هدف اخلاء المنطقة من ذلك النوع من الاسلحة».
واقرأ ايضاً:
خادم الحرمين: سنواصل تجفيف منابع «الإرهاب» والتصدي للفكر الضال
يوم انتخابي دامٍ أوقع عشرات القتلى والجرحى العراقيين
طهران دشَّنت صاروخ «نصر ـ 1»: يدمر سفناً حربية وزنها 3 ألاف طن
إسرائيل تشكك في تصميم أميركا على تحريك عملية السلام
غول وأردوغان ينتقدان قرار الإبادة الأرمنية: تركيا كبيرة جداً والمصوتون لا يعرفون أين تقع أرمينيا
القوات الخاصة البريطانية تكبدت في أفغانستان أسوأ خسائرها منذ الحرب العالمية الثانية
اليمن: إحباط محاولة فرار عنصر من القاعدة قتل اثنين من حراسه