يبدي عدد من الفرنسيين المتحدرين من مهاجرين، استعدادهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة لزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن الداعي الى «الافضلية لاهل البلد»، في ظاهرة غير مسبوقة.
وأشارت صحيفة «لو كانار انشينيه» الاسبوعية التهكمية إلى استطلاع للرأي اجرته وزارة الداخلية يشير الى ان 8% من الفرنسيين المتحدرين من دول المغرب العربي مستعدون لاعطاء اصواتهم لليمين المتطرف، ما يمثل أكثر من مائة ألف ناخب محتمل.
واختار لوبن الذي حقق انتصارا اعلاميا بقيامه بزيارة اخيرا الى احدى الضواحي «الصعبة» في شمال غرب باريس، تصوير فتاة متحدرة من شمال افريقيا على احدى الملصقات الاولى في حملته الانتخابية لسنة 2007.
في نفس السياق اظهر احدث استطلاع للرأي نشر امس احتمال فوز المرشح المحافظ نيكولا ساركوزي بنسبة 5.7% على منافسته الاشتراكية سيغولين رويال في الجولة الاولى.
لكن الاستطلاع الذي نشرته مجلة «لو بوين» وشارك فيه اكثر من 1300 شخص ألمح الى احتمال تعرض ساركوزي لهزيمة على يد منافسه مرشح الوسط فرانسوا بايرو في حال تنافسهما في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية،بنسبة 5.53٪ سيصوتون لصالح بايرو مقارنة بنحو 46.5٪ من المحتمل ان يحصل عليها ساركوزي وتقدمت رويال على بايرو الذي حصل على نسبة 19.5% محققا مستوى مستقرا عن مستواه في الاستطلاع السابق.
و في سياق اخر أكد نيكولا ساركوزى أنه لا يشعر بصدمة إزاء ما يوجه إليه من اتهامات من جانب «جان ماري لوبن» رئيس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بأنه من أصول مهاجرة.
وقال ساركوزي ـ وهو من أصول مجرية ـ فى حديث لمحطة «فرانس 2» امس إن «لوبن» اعتاد على الاستفزاز كى يكون مادة للحديث، مؤكدا أنه لا يشعر بصدمة إزاء هذا الكلام.
وأوضح ساركوزي أن الهجوم عليه أصبح شيئا مألوفا له، مشيرا كذلك إلى فرانسوا بايرو مرشح الوسط الذى تفرغ للهجوم عليه، وأيضا سيغولين روايال التى تهاجمه بسبب ما يقوله عن الهوية الوطنية الفرنسية.
وأشار إلى أنه كمرشح لانتخابات الرئاسة فإنه يدرك تماما أنه أمر شاق وقاس وإذا لم يتمكن من استيعاب كل ذلك ومن الاحتفاظ بهدوئه، فإنه من الافضل له أن يبحث عن شىء آخر. من ناحية أخرى، قامت مجموعة من الشباب امس بمظاهرة صاخبة مناهضة لساركوزى أشرف على تنظيمها تجمع باسم «فرنسا التي تستيقظ مبكرا» وضمت فى الأساس شبابا من العاملين غير المنتمين إلى أحزاب.
وأكد مسؤول بالتجمع أن الهدف من المظاهرة هو إيقاظ البلاد من غفوتها وهى تسير ببطء لكن بخطوات ثابتة نحو 5 أعوام من الساركوزية.
وأكد أنه لابد من إيقاظ الناس ولفت أنظارهم إلى أن صعود نجم ساركوزي في الانتخابات يطلق يده ويجعله يدفع بالبلاد خلال الاعوام الخمسة من ولايته ـ فى حال فوزه ـ نحو أمور خطيرة.
الصفحة في ملف ( pdf )