90 انفجاراً هزت بغداد والمحافظات.. والهاشمي اشتكى من خروقات .. والمفوضية العليا تتحدث عن مشاركة عالية
اختلط الهاجس الامني بالهواجس السياسية العديدة أمس، في يوم اختيار العراقيين لثاني برلماناتهم منذ سقوط النظام البائد. وفيما تسابق الناخبون نحو صناديق الاقتراع تسابقت الصواريخ والقذائف بالانهمار على العاصمة بغداد خاصة وباقي المدن مودية بحياة نحو 40 شخصا وأكثر من 100 جريح في بغداد وباقي المحافظات. وقد توجه العراقيون من بين قرابة 19 مليونا يحق لهم الانتخاب الى صناديق الاقتراع امس لاختيار 325 عضوا لبرلمانهم بكثافة وصلت الى 70% في بعض المدن. وشهدت النتائج الأولية التي صدرت مع البدء بفرز الأصوات منافسة حادة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس الكتلة العراقية الوطنية اياد علاوي، في وقت توقع فيه محللون غربيون ان عملية تشكيل الحكومة ستستغرق وقتا طويلا نظرا لعدم توقع حصول اي من الفائزين على عدد من المقاعد يمكنه من تشكيلها بمفرده، الأمر الذي سيفرض عملية شاقة من المفاوضات لتشكيل التحالفات قد تستغرق شهورا.
وقد ادلى رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني بصوتيهما في هذه الانتخابات.
ودعا المالكي جميع الاطراف السياسية الى قبول نتائج هذه الانتخابات وتوقع ان تؤدي هذه الانتخابات الى تغيير الخارطة السياسية الحالية في العراق والتي بدأت مع انتخابات مجالس المحافظات اوائل عام 2009.و ناشد مراقبي الكيانات السياسية المتواجدين في مراكز الاقتراع منع اي محاولات التزوير معربا عن ثقته بسير الانتخابات بشكل سليم.
طالباني لا يتوقع تغييراً
إلا أن الرئيس العراقي جلال طالباني كان له رأي آخر حيث اعرب عن عدم اعتقاده «أن هذه الانتخابات ستغير الخارطة السياسية في العراق وقد تطرأ تغييرات طفيفة إلا أنني أعتقد أن القوى الأساسية التي تحكم الآن هي التي سوف تحكم أيضا في المستقبل مع عدد من القوى الأخرى التي تريد المشاركة في الحكم».
وقال طالباني، في تصريحات نقلها الموضع الالكتروني لهيئة الرئاسة العراقية، «اليوم هو يوم تاريخي والفائز فيه هو الشعب العراقي، كردا وعربا وجميع الأقليات الأخرى وآمل ان تمر الانتخابات بصورة جيدة وسلمية وهادئة وأن نحترم جميعا نتائجها».
كما دعا طالباني المرشحين الى احترام نتائج الانتخابات واشار الى ان الكيانات السياسية العراقية طالبته بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية مجددا.
ورغم أعمال العنف التي ضربت معظم مناطق العراق، الا أن مراكز الاقتراع شهدت اقبالا من الناخبين، تزامنا مع شكاوى من خروقات محدودة في بعض المراكز.
وقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات انتهاء عمليات الاقتراع وبدء عملية الفرز والعد مؤكدة أن تلك الانتخابات شهدت أعلى نسبة في التصويت بجميع مناطق العراق.
الهاشمي يشتكي
إلا ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وجه رسالة عاجلة إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تتعلق بما سماها الممارسات والخروقات التي تم رصدها في الانتخاب الخاص الذي جرى في اليومين الماضيين فيما سجلت عدة منظمات معنية بمراقبة الانتخابات ما قالت انها خروقات في عدد من المناطق شابت العملية الانتخابية. وطالب الهاشمي المفوضية باتخاذ كل الاجراءات المطلوبة بهدف حصانة الانتخابات العامة. وقال الهاشمي في بيان له ان أغلبية القائمين على المراكز الانتخابية تم اختيارهم من جهات موالية لقوائم محددة مشاركة في الانتخابات كما تم منع دخول المراقبين للمراكز أو تواجدهم فيها لأكثر من 15 دقيقة ما يعني فسح المجال للتلاعب في غياب المراقبين.
وأوضح أن من بين الخروقات التي تم تثبيتها هو ترويج بعض القائمين على إدارة المراكز لقائمة انتخابية محددة وتوجيه مديري المراكز للناخبين من خلف منصة الانتخاب بالاقتراع لقائمة معينة بحجة أنهم «أميون».
يأتي ذلك في وقت أعلن مكتب مفوضية الانتخابات في محافظة نينوى عن تسلم مجموعة شكاوى من قبل مديري المراكز الانتخابية في المحافظة تتعلق بوجود خروقات من قبل القوات الأمنية داخل المراكز الانتخابية.
مشاركة عالية
ويبدو أن نسبة المشاركة العالية قد أصبحت واقعا رغم عدم الاعلان رسميا عن نسبة المشاركة ورغم الاعتراف بوجود بعض الخروقات التي تمثلت في عدم وجود أسماء الناخبين قدرتهم بعض المصادر بعشرات الآلاف بالاضافة الى طرد بعض المراقبين وعدم السماح لوكلاء عدد من الكيانات بالدخول الى مراكز الاقتراع.
وقد حدا هذا الأمر بالحكومة العراقية الى الإعلان رسميا عن أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت واسعة بالرغم من إشكاليات عدم وجود أسماء بعض الناخبين.
وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة، في تصريح صحافي: إن الحكومة تشكر جميع العراقيين على مشاركتهم وتبارك لكل من تنافس من الكتل في هذا العرس العراقي.
ومن جانبه، أبدى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أد ميلكرت ارتياحه للممارسة الانتخابية، وقال ميلكرت، في تصريح صحافي: «دهشت لما رأيت من إرادة قوية لدى العراقيين في تحدي العمليات الارهابية».
انفجارات دامية
ميدانيا، قتل ما لا يقل عن 40 شخصا وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح في ما يزيد عن 90 انفجارا تنوعت بين قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد أمس تزامنا مع ثاني انتخابات تشريعية مصيرية في العراق حيث اطلق تنظيم القاعدة تهديداته بقتل كل من يشارك فيها.
واعلنت مصادر امنية ان ما لا يقل عن 12 قتيلا سقطوا وأصيب 10 آخرون اثر انهيار مبنى سكني جراء انفجار في حي اور» في شمال شرق بغداد، رغم عدم وجود اي مركز انتخابي قرب مكان التفجير مشيرة الى ان الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي ان تي.
وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل جنوب غرب بغداد، قتل اربعة اشخاص واصيب 8 آخرون بجروح في انهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مماثلة.
أما في منطقة الحرية شمال غرب بغداد، فقد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل 4 وجرح 6 آخرين، وفقا للمصادر.
كذلك أدى انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس في حي الخضراء غرب بغداد، الى مقتل شخصين وجرح 6 آخرين.
وفي حي الجهاد أوقع انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس قتيلين وجرح 5 آخرين، كما اصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة واصيب 3 اشخاص بجروح بانفجار آخر. وفي المنصور اصيب 3 اشخاص بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات، وفي منطقة الكريعات أصيب 10 اشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا في حين جرح شخصان في المدائن في انفجار عبوة ناسفة. والى الجنوب الغربي من بغداد في منطقة جرف الصخر، حيث اعلن مصدر في الشرطة ان «7 قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابي دون وقوع إصابات».
وسقطت 6 قذائف في المنطقة الخضراء المحصنة وانفجرت عبوتان ناسفتان في الأعظمية والقاهرة، مما يرفع عدد القذائف الى اكثر من 50 قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات، وغالبية المناطق المستهدفة يسكنها العرب السنة.
كما انفجرت 5 عبوات ناسفة قرب 5 مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة وسقطت قذائف في الفلوجة دون اصابات. وفي محافظة صلاح الدين، اصيب 3 اشخاص بجروح في انفجار في بلدة يثرب، كما انفجرت عبوة في الحمزة جنوب تكريت.
علاوي يلمح إلى الانسحاب من العملية السياسية في حال ثبت وجود تزوير
بغداد ـ يو.بي.آي: ألمح رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس الكتلة العراقية الوطنية إياد علاوي إلى احتمال انسحاب كتلته من العملية السياسية إذا ثبت وجود تزوير كبير في الانتخابات التشريعية التي جرت.
وقال علاوي في تصريح للصحافيين اثر إدلائه بصوته بالمركز الانتخابي رقم واحد ببغداد إن «ما حدث من تفجيرات في أنحاء متفرقة من بغداد وما جرى في انتخابات الخارج لا يبشر بخير».
وأضاف ان ناشطي وأعضاء حركته في محافظة ديالى تعرضوا أمس (الأول) إلى حملات دهم واعتقالات واسعة «وقدمنا 28 شكوى ولا نزال في طريقنا إلى تقديم شكاوى أخرى ضد هذه الخروق، وسنراقب عملية فرز الأصوات لكي نقوم بما يلزم تجاه شعبنا وبلدنا لمنع التزوير والتأكد من فرز الأصوات بشكل واضح ودقيق من دون تلاعب». وقال ان ما حدث من أعمال عنف أمس في بغداد «أعمال دامية استهدفت أبرياء الشعب العراقي وفتكت بالعديد منهم».
وأنحى باللائمة على الحكومة العراقية التي «كان يفترض ان تقوم بتوفير الأجواء السليمة لهذا اليوم»، لافتا إلى ما حصل من «ترويع للشعب العراقي بالقصف العشوائي على مناطق وأحياء كريمة في بغداد منها حي الاعظمية ومناطق أخرى واستخدام السيارات الرباعية لإلقاء مناشير في مناطق من العاصمة العراقية تطالب المواطنين بعدم انتخاب القائمة العراقية». وقال ان أنصار كتلته القوا القبض على ضابط أثناء قيامه بتوزيع مناشير ضد القائمة العراقية في حي القضاة بغرب بغداد أمس وسلموه إلى الانضباط العسكري.
زيباري: العراق واحة وسط صحراء من الشمولية والديكتاتورية
أربيل ـ أ.ف.پ: اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثناء الإدلاء بصوته في اربيل امس ان العراق «واحة في صحراء من الشمولية والديكتاتورية» في المنطقة.
واضاف للصحافيين «لذا، فإن انعكاسات هذه الانتخابات لن تكون على العراق فقط إنما على المنطقة برمتها».
ووصل زيباري برفقة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى مركز انتخابي في منتجع صلاح الدين، شمال أربيل.
وأضاف زيباري القيادي في الديموقراطي الكردستاني والمرشح عن التحالف الكردستاني في الموصل «أتوقع مشاركة واسعة من قبل الجميع في الانتخابات، انه يوم تاريخي فهي مهمة ومصيرية انه اليوم المعهود للناخب العراقي ليقرر مستقبل بلده».
وحول شكل الحكومة المقبلة، أوضح زيباري ان «الحكومة ستكون ائتلافية على أساس التوافق الوطني فقد أثبتت الأحداث والتجارب عدم مقدرة اي جهة او طائفة على ان تحكم بنفسها فقط».
وتابع «لن تفوز اي قائمة بغالبية مطلقة او نسبية او بسيطة ولابد من ائتلافات وتحالفات بين الكتل السياسية».
الفلوجة زحفت إلى الصناديق للتصويت «ضد القاعدة»
الفلوجة ـ أ.ف.پ: رغم دفعتين من قذائف الهاون، واصل الناخبون في الفلوجة سيرهم باتجاه صناديق الاقتراع في المعقل السابق للمسلحين المتطرفين، وصرخ فواز كمال في مركز مدرسة الأمين قائلا «صوتوا ضد القاعدة».
وقال كمال متذكرا ايام سيطرة القاعدة «لقد أرهبونا لسنوات طويلة، اما الآن، فيجب طردهم لأنهم يزرعون بذور الشر في بلدنا».
وقد توجه الناخبون الى صناديق الاقتراع بخجل في بادئ الأمر، لكن الحشود تزايدت تدريجيا، بتأثير من نداءات وجهها رجال الدين ووجهاء من المدينة يسعون الى تعويض مقاطعتهم انتخابات العام 2005.
وسير مئات من عناصر الشرطة والجيش دوريات وسط اجراءات أمنية مشددة في المدينة التي منعت حركة السيارات فيها.
كما قامت قوات الأمن في الفلوجة، مثل غيرها من المدن العراقية، بتفتيش دقيق لكل ناخب قبل دخوله مركز الاقتراع تجنبا لهجوم انتحاري.
حقائق وأرقام حول الانتخابات
بغداد ـ رويترز: شهد العراق أمس ثاني انتخابات برلمانية يخوضها منذ سقوط النظام السابق.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن الانتخابات:
-
ـ تنافس نحو 6200 مرشح من 86 كيانا سياسيا على 325 مقعدا في مجلس النواب بعد أن كان العدد 275 مقعدا في انتخابات 2005. ومن هذا العدد هناك 1718 امرأة يتنافسن على 81 مقعدا.
-
ـ بلغ عدد الناخبين المسجلين 18.9 مليون ناخب من عدد السكان الذي يصل الى نحو 30 مليون نسمة.
-
ـ تم طبع أكثر من 26 مليون بطاقة انتخابية.
-
ـ 300 ألف من العاملين في أكثر من 50 ألفا من مراكز الاقتراع كل منها خدم ما يصل إلى 420 ناخبا كما وزع نحو 100 ألف صندوق اقتراع للانتخابات.
-
ـ تستضيف 16 دولة الانتخابات للعراقيين المقيمين في الخارج ويقدر عددهم بما يصل إلى مليونين وهذه الدول هي استراليا والنمسا وكندا والدنمرك ومصر وألمانيا وإيران والأردن ولبنان وهولندا والسويد وسورية وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة.
-
ـ فتحت مراكز الاقتراع أبوابها لمدة 10 ساعات من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وحتى الساعة الخامسة مساء.
-
ـ أمن الانتخابات قوات الأمن العراقية التي يبلغ حجمها 670 ألف فرد من الجيش والشرطة ووحدات أخرى مدعومة من 96 ألف جندي أميركي.
ـ توزعت مقاعد الانتخابات البرلمانية السابقة التي عقدت في ديسمبر عام 2005 في البرلمان الذي كان يتألف من 275 مقعدا كالتالي:
الائتلاف العراقي الموحد (ائتلاف للشيعة) ـ 128 مقعدا، التحالف الكردستاني (حزبان كرديان) ـ 53 مقعدا، جبهة التوافق العراقي (أكبر تكتل سني) ـ 44 مقعدا، القائمة العراقية الوطنية (اياد علاوي) ـ 25 مقعدا، جبهة الحوار الوطني (صالح المطلك) ـ 11 مقعدا الاتحاد الإسلامي الكردستاني ـ 5 مقاعد، الكيانات الأخرى ـ 9 مقاعد.
-
ـ عدد سكان العراق اكثر من 30 مليون نسمة.
-
ـ عدد المرشحين: 6218 بينهم 1801 امرأة.
-
ـ عدد مراكز الاقتراع 10 آلاف تتضمن 46 ألف مركز للاقتراع.
-
ـ عدد المقاعد: 325 بينها 8 مقاعد للأقليات و82 للنساء.
-
ـ مدة ولاية البرلمان: 4 سنوات.
-
ـ عدد المراقبين: بين 500 و600 أجنبي و200 و300 ألف محلي.
-
ـ طريقة التصويت: اقتراع نسبي في 18 محافظة تعتبر دوائر انتخابية. بإمكان الناخبين التصويت لقائمة واحدة، ويمكنهم اختيار المرشح الذي يريدونه.
-
ـ شارك 86 كيانا سياسيا بينها 12 ائتلافا في الانتخابات.
واقرأ ايضاً:
أوباما هنأ العراقيين على شجاعتهم بالانتخاب رغم العنف: يوم تاريخي
مسؤول استخباراتي أميركي سابق: تشكيل الحكومة سيستغرق شهوراً
خارطة الائتلافات والتكتلات الانتخابية للوصول إلى قبة البرلمان
خبراء «العدل» أضربوا.. والحكومة لا تجد حلاً محدداً لهم حتى الآن