واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الاميركية باتريك لانغ لـ «الأنباء» ان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة قد يستغرق شهورا. وأوضح لانغ انه لا يتوقع أن يتراجع العنف بعد انتهاء الانتخابات حسب توقعات بعض الخبراء الاميركيين، واضاف «قد يحدث هبوط نسبي في حدة عمليات العنف التي نشهدها الآن، ولكنني لا اعتقد ان الطريقة التي تحدث بها الأمور الآن تفيد بأن الفترة المقبلة ستكون فترة هادئة».
وقال انه شارك في تفكيك برامج العراق لإنتاج أسلحة كيمائية وبيولوجية في العراق في 2003 وأضاف «حين كنت هناك لم أدرك عمق الفوارق وتعقيد الوضع الذي سيحدث لاحقا. اعتقد أننا كأميركيين يجب ان نشعر بالتواضع تجاه تعقيدات الوضع في الشرق الاوسط بصفة عامة. اننا لا نفهمها فهما دقيقا».
وأشار لانغ الى ان الخطة المعلنة من قبل الادارة بخفض القوات ثم الانسحاب والتطورات الراهنة تعد كلها خطوات في مساحة مجهولة حسب قوله وأضاف «أيدت دوما ضرورة انسحاب القوات. ولكن الموقف هناك ليس معادلة أحادية بسيطة. بعد الانتخابات ستأتي في اغلب الظن حكومة تعد استمرارا لسياسة السماح لإيران بتوسعة نفوذها وتستأذن طهران فيما تقوم به. وسيكون ذلك اشارة الى القوى المعارضة تجعلها اكثر عرضة للسقوط تحت تأثير الداعين للعنف ممن لا يريدون بقاء الحكومة. ومن شأن هذا ان يؤدي الى إبعاد الاستقرار عن العراق لسنوات مقبلة».
وتابع «الاستقرار ليس معادلة عسكرية ولكنه في الأساس معادلة اجتماعية وسياسية. والابعاد الاجتماعية والسياسية التي تقود بنا الى قياس قابلية الموقف للاستقرار غير متوافرة في حالة العراق. وبصرف النظر عن القدرات العسكرية للحكومة العراقية الجديدة فإنها لا تستطيع فرض الاستقرار من فوهة الرشاش. وفي كل الاحوال فإن علينا ألا نفكر في البقاء ليوم واحد بعد المدة المحددة في الاتفاقية الأمنية، ولكن علينا وعلى كل أصدقاء العراق ان يوضحوا للقوى السياسية المؤثرة ان الفوز اليوم لن يعني بالضرورة الانتصار في معركة الحفاظ على العراق مستقرا وموحدا وآمنا. ان هذا يشترط توافر العوامل الداخلية التي تضمن تحققه قبل أي عوامل اخرى».