تصاعدت حدة التوتر الكلامي بين واشنطن وطهران امس على وقع تعثر المساعي الاميركية لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب الرفض الصيني.
وترأس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني حملة الردود على تصريحات قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط الجنرال ديفيد بتريوس التي وصف فيها السلطة الايرانية بأنها «بلطجية».
ووصف لاريجاني الادارة الاميركية بأنها «حكومة سفاحين» وقال ان تصريحات بترايوس «سخيفة ومسيئة الى حكومة الجمهورية الإسلامية الايرانية».
ونقلت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية عنه القول «يمكن تفهم صدور هكذا ألفاظ نابية من أميركا بسبب ما تواجه به من استياء عام من قبل شعوب المنطقة».
وقال مخاطبا المسؤول الاميركي «ان الشعب العراقي وجه لكم ردا قويا عبر تصويته بالانتخابات ومن الطبيعي ان تصابوا بصدمة سياسية إلا ان استخدامكم للألفاظ المبتذلة لن يحل مشكلتكم والاستياء العام تجاهكم آخذ في التنامي».
واضاف «ان حكومة السفاحين وقتلة الإنسان الأميركية قتلت وجرحت أكثر من 850 ألف عراقي خلال الأعوام القليلة الماضية كما قتلت عشرات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني وأكثر من 5000 فلسطيني مظلوم في قطاع غزة بالإضافة الى الجرائم الوحشية التي ارتكبتها في سجني أبو غريب وغوانتانامو».
وتابع «ان أميركا تعاني من ألم الانكفاء والعزلة السياسية بين شعوب العالم وهذه التصريحات تبين بشكل جلي طبيعة الإدارة الاميركية الحالية وزيف شعار التغيير الذي رفعته».
كما رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست على بترايوس بالقول «تلك اللغة يستخدمها أوباش.. هذا تصرف أوباش».
واضاف مهمانبرست في مؤتمره الاسبوعي «نشعر بأن المسؤولين في الولايات المتحدة غاضبون. لا نعرف سبب غضبهم.. ربما بسبب عدم تمكنهم من شن حرب خفية (ضد ايران) او لأن دورهم في الاستخبارات انكشف في قضية ريغي». في اشارة الى اعتقال زعيم جماعة جندالله السنية المتمردة عبد الملك ريغي واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل بتقديم الدعم له في شن هجمات على الجمهورية الاسلامية.
الصين
نوويا، دعت إيران حليفتها الصين الى عدم الرضوخ للضغوط الاميركية والدولية من أجل تأييد فرض عقوبات أممية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال مهمانبرست خلال مؤتمره ان «الصين بلد كبير يتمتع بالقوة الكافية التي تمكنه من تنفيذ قراراته بصورة مستقلة دون ضغوط من أميركا».
واضاف «نتوقع بالتأكيد من مثل هذا البلد الكبير أن ينتهج سياساته الخارجية بصورة مستقلة وأن يحافظ على مصالحه الوطنية»، مشيرا إلى علاقات إيران الوثيقة بالصين.
في المقابل تمسكت الصين بموقفها الرافض لتشديد العقوبات والداعي لمواصلة الحوار مع ايران. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ امس بالقول: «قلنا دائما ان من الضروري حل المسألة النووية الايرانية بالوسائل الديبلوماسية عبر الحوار والمفاوضات».
روسيا: العقوبات قد تصبح حتمية
كذلك شددت روسيا على ضرورة التوصل لحل ديبلوماسي مع طهران لكنها لا تستبعد خيار فرض عقوبات جديدة.
ولقد قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي امس «اننا على قناعة بإمكانية التوصل الى حل ديبلوماسي لأزمة الملف النووي الايراني خاصة فيما يتعلق بمسألة تزويد طهران بالوقود المخصب لتشغيل المفاعل النووي المخصص للأبحاث العلمية».
لكنه حذر من «ان هذه القضية ستطرح للنقاش في مجلس الأمن الدولي اذا لم تتخذ طهران موقفا ايجابيا بخصوص الاقتراحات التي بلورتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
واعرب لافروف عن اعتقاده بعدم جدوى فرض عقوبات دولية ضد ايران، مشددا في الوقت نفسه على «ان هذه العقوبات تصبح احيانا ضرورية وحتى حتمية».
والصين وروسيا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومن ثم فهما يتمتعان بحق النقض(الفيتو).
العطية
في غضون ذلك، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية ايران الى طمأنة المجتمع الدولي حول برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك في تصريحات نشرتها صحيفة الوطن القطرية امس.
الا ان العطية دعا الغرب ايضا الى ان «يلجا الى وسائل اكثر تعاونا وطمأنة وشفافية والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين التي استخدمت في العراق سابقا وتستخدم مع ايران حاليا» على حد تعبيره.
وقال «ان مجلس التعاون يتحسس الخطر الناجم عن اي مواجهة عسكرية قد تقع في المنطقة»، مشيرا الى ان دول المجلس «تسعى من خلال ديبلوماسيتها النشطة للتحاور مع جميع الأطراف للوصول الى حل للأزمة».
في سياق آخر، قررت وزارة الخزانة الأميركية أمس الأول تخفيف العقوبات عن إيران والسودان وكوبا في مجال تصدير خدمات اتصالات الانترنت مثل التراسل المباشر والبريد الالكتروني وشبكات الانترنت الاجتماعية.
وقالت الوزارة ان هذه الخطوة تهدف الى «تمكين الأشخاص في تلك الدول من ممارسة حقهم العالمي في حرية التعبير والمعلومات بأكبر قدر ممكن».
وقال نيل ولين نائب وزير الخزانة في بيان ان رفع الحظر عن صادرات برامج وخدمات الكمبيوتر «سيسهل على المواطنين في إيران والسودان وكوبا استخدام الانترنت للاتصال ببعضهم البعض وبالعالم الخارجي».
واضاف ان «الخطوة التي اتخذت اليوم ستمكن الايرانيين والسودانيين والكوبيين من ممارسة حقوقهم الأساسية».
وذكرت الوزارة انه سيسمح بتصدير الخدمات المرتبطة باستخدام الانترنت والمدونات والبريد الالكتروني والتراسل الفوري والتشات وشبكات الانترنت الاجتماعية وتبادل الصور والأفلام.
واقرأ ايضاً:
مفوضية الانتخابات العراقية: إعلان النتائج الأولية بعد فرز 30% من الأصوات
أردوغان: العقوبات الجديدة على إيران لن تأتي بنتيجة
واشنطن تؤكد انطلاق المفاوضات غير المباشرة والسلطة تنفي
الرئيس اليمني يعرض الحوار على الانفصاليين الجنوبيين