شؤون مصرية
القاهرة ــ علاء عبد الحميد
لعبة من طراز خاص تدور رحاها بين الإخوان والنظام المصـري. . . انها لعبـة الكراسي الموسيـقيـة وتبادل استـخدام الفـزاعات، خـاصة عنـدما يدخل الجـانب الأمـيــركي الغـربي كطرف ثالث في اللعبة.
الحكومة المصرية اسـتخدمت من قبل الإخوان كـفزاعة عندما سـمحت بحـصــولهم على 88 مـقــعـدا في الانتخابات البرلمـانية الأخيرة، وذلك لتخويف الأمـيركان والأوروبيين من نموذج الحكم في مــصـر في حـالة وصـول الإخـوان المسلمين لـلسلطة، خاصـة أنه تواكب مع صعود حـركة حماس في فلسطين، إضافة للمشاكل التي تســبب فـيـهــا نموذج الحكم الإيراني، كــمـا اسـتـخــدم النظام السيـاسي في مصـر فزاعـة الإخوان لتمرير صـفقة تصعيد جـمال مبارك وتهيئته لتولي الحكم في مصر.
نفس اللعـبـة تقـوم جمـاعـة الإخـوان بممـارستـهـا مع النظام السـيـاسي، حـيث تقـوم من حين للآخر بـتسريب أنـباء ومعلـومات عن لقــاءات لعناصــر بارزة في جـمـاعة الإخـوان مع مـسـؤولين أجانب، وخاصة من كتلة نواب الـ 88 في البــرلمان وهو عــادة مــا يتسبب في إشعـال أزمات وضجة إعـلامــيـة هائلة وخــلال الأيام الماضـية التـقى رئيس كـتلة نواب الإخوان الـ 88 بالبـرلمان د. محـمد سعد الكتاتني مع مسؤول أميركي بارز أثناء حـفل أقـيم بالسـفـارة الأمـيركـية وبـالرغم من حضـور مـسـؤولين من شــتى القـيـادات السياسية والفكرية والحزبية بما فيهم الحزب الوطني الحاكم نفسه إلا أن حديثا هامشيا بين الكتاتني والمسـؤول الأميـركي أثار ضجـة وأزمة لم تنته بعد ليخرج بعدها الكتاتني ليؤكد أن الحوار الذي لم يستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة لم يتطرق للشؤون الداخليـة لمصر، وأنه تـناول بعـض الأمـــور في إيران وصعود حـماس، والموقف في لـبنان والـعـــراق، وأخـــذ الموضـوع أكثـر من حـجمـه وتم تصـعـيـده، خـاصـة أن الغـزل الإخواني ـ الأمـيركي ليـس وليد اليــوم ولـكنه يعــود لـسنوات طويلـة مـضت ومـنذ تأســيس الجمـاعة، حيـث إن هناك لقاءات تاريخـيـة ضـمت الإمـام الراحل حسن البنا ومسؤولين أميركان.
الصفحة في ملف ( pdf )