شهدت اليونان امس موجة جديدة من الإضرابات أصابت الحياة العامة في البلاد بالشلل في الوقت الذي تظاهر فيه أكثر من 50 ألف يوناني في وسط العاصمة أثينا احتجاجا على إجراءات التقشف الحكومية مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الشرطة وعدد من المتظاهرين الشبان. وأطلقت قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قذفوها بالحجارة بالقرب من جامعة أثينا للعلوم التطبيقية بعد أن حطموا نوافذ أكثر من 50 متجرا. تأتي تلك الإضرابات احتجاجا على اجراءات التقشف الحكومية لمواجهة العجز الكبير في ميزانية البلاد، وقد شملت قطاعات عريضة، في مقدمتها قطاع النقل والمواصلات. واضطرت اليونان إلى إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى البلاد بسبب إضراب ضباط أبراج المراقبة الجوية بالمطارات منذ منتصف ليلة الخميس، كما أضرب عمال السكك الحديدية وبحارة سفن الركاب المتوجهة للجزر اليونانية المختلفة. كما ألقت الإضرابات بظلالها على أداء وسائل الإعلام بسبب تعليق الصحافيين اعمالهم لمدة 24 ساعة، حيث غابت النشرات الإخبارية عن الإذاعة والتلفزيون الرسمي. في الوقت نفسه، أغلقت أغلب المصالح الحكومية أبوابها وكذلك المدارس والجامعات والمستشفيات، باستثناء استقبال حالات الطوارئ، فيما فتحت المتاجر ومعظم البنوك والفنادق أبوابها واستمرت سيارات الأجرة في عملها.