كشفت إحصائية عرضت خلال «أسبوع المجوهرات في بيروت» عن أن حجم شراء المصريين للذهب سنويا نحو60 طنا تمثل المشغولات الذهبية التي تقوم مصلحة الموازين والدمغة بدمغها كل عام، بالإضافة إلى ما يشتريه المصريون من الذهب خلال موسم الحج والعمرة من السعودية.
وأوضحت الدراسات حسبما ذكرت صحيفة «الأهرام» أن الهدية الوحيدة التي يشتريها الرجل المصري دون أن يشعر بالندم هي الذهب.
وقال إيهاب إبراهيم مدير تسويق بكبرى مجموعات صناعة الذهب في مصر إن 80% من مشتريات النساء العاملات المصريات عبارة عن غوايش، و20% عبارة عن خواتم وعقود وأساور وحلقان.
وأضاف أن هناك اتجاها إلى تخفيف أوزان الأطقم لتصبح في متناول الشباب المقبلين على الزواج، وأن القاهرة تتقدم المحافظات في شراء الذهب، تلتها الإسكندرية، وسوهاج، وبقية محافظات الصعيد.
وطالب المرأة بأن تفكر جيدا قبل اختيار مكان الشراء لضمان سلامة عيار الذهب، ودرجة صفائه. وتقول سماح نبيل المدير الإقليمي لمجلس الذهب العالمي في مصر: إن المجلس يعمل على تحقيق المعادلة التي تجمع بين رغبة المرأة في اقتناء الذهب كزينة ومال مخزون لوقت الحاجة.
في نفس السياق، يغزو «الذهب الصيني» اسواق مصر بديلا عن الذهب الحقيقي الذي يعجز الكثير من المصريين عن الحصول عليه رغم ما يشكله من اهمية اجتماعية.
وتجد المصرية اميرة (31 عاما) متعة في اقتناء هذا النوع من الحلي، وتقول «الحلي الصينية رخيصة وانيقة، وانواعها مختلفة، وقيمتها الفعلية انها تحاكي الذهب بشكل عجيب».
وغزت هذه السلع المستوردة من الصين الاسواق المصرية مع ارتفاع اسعار الذهب، الى درجة ان بعض بائعي المجوهرات تحولوا الى بيع هذا «الذهب الصيني».
وتؤكد اميرة، التي تعمل محاسبة، انها تأتي الى القاهرة القديمة (في حارة اليهود في خان الخليلي) خصيصا لشراء هذا النوع من الحلي.
وتقول نورة وهي صاحبة متجر لبيع الحلي «لم يعد احد قادرا على دفع ثمن الذهب في ايامنا، لذلك يرتفع الطلب على الذهب الصيني».
اما عزة رياض التي اغتنمت هذا الوضع لتفتح متجرا في عين شمس شمال شرق القاهرة اضافة الى متجرها في خان الخليلي فتقول «لدينا اساور تحاكي شانل وكارتييه، وثمنها اقل من 50 جنيها» اي اقل من عشرة دولارات.
وتضيف «يمكن للمرأة ان تشتري مجموعة من الحلي تحاكي الذهب تماما، وتضم سوارا وقلادة واقراطا بمبلغ 150 جنيها».
وتوضح عزة رياض ان «هذه الحلي تمتاز بانها تحافظ على لونها لمدة سنتين تقريبا». وبالنسبة لبعض الشبان، فان هذا النوع من الحلي يشكل مخرجا من مشكلة «الشبكة» التي ينبغي على الشاب تقديمها الى خطيبته وفقا للتقاليد.
وفي هذا الاطار، تؤكد عزة رياض ان عددا من الشباب يقدمون «شبكة» تتألف كليا او جزئيا من الذهب الصيني.
ويقبل على شراء الذهب الصيني الميسورون ايضا من ابناء القاهرة، وفي هذا السياق تقول سيلفيا تامر (43 عاما) «اشتريت اقراطا بثلاثين جنيها، وهو ثمن زهيد، ولا احد يقدر ان يقول ان هذه الاقراط ليست من الذهب الحقيقي»، لكنها تؤكد في المقابل «لن اقبل مطلقا ان تكون شبكة ابنتي من غير الالماس».
ويثير انتشار الذهب الصيني استياء بائعي المجوهرات، على غرار وصفي واصف الذي يتحدث عن المخاطر الصحية الناجمة عن اقتناء هذا النوع من الحلي.
ويقول «هذا ليس ذهبا حقيقيا، انه مزيج من الالمنيوم والحديد ومعادن اخرى، يضاف اليها مركب كيميائي ليعطيها هذا اللون الذهبي، وهذا المركب قد يسبب الحساسية» الجلدية.
واما المتخصصون فيرون ان هذا النوع ليس اكبر اثرا مما سواه من «الحلي المزيفة»، ويقول الطبيب رمزي انسي رئيس وحدة الامراض الجلدية في مستشفى احمد ماهر ان «النيكل قد يسبب الحساسية لذوي البشرة الحساسة، وهو موجود في عدد من الحلي وفي الذهب الصيني ايضا».