رغم أن الفكرة تبدو مفرطة في التفاؤل للوهلة الأولى إلا أنها على وشك التحقق بالفعل، حيث صرح وائل المعداوي رئيس شركة سمارت للطيران بأنه تم التعاقد على 5 طائرات تربو مروحية للعمل كـ «تاكسي طائر» للتغلب على زحام الشوارع في مصر.
وقال المعداوي في لقائه مع برنامج صباح الخير يا مصر بالتلفزيون المصري الاثنين الماضي ان شركة سمارت هي أول شركة طيران للتاكسي الطائر في مصر وقد وضعت استراتيجية لتوفير «تاكسي طائر» للتنقل بين المحافظات بنفس تكلفة الأتوبيس العادي.
وأشار المعداوي إلى انه سيتم تجهيز طائرتين للعمل كطائرات إسعاف لإضافة نشاط جديد ضمن أنشطة الشركة، لافتا الى أن الشركة ايضا بصدد إبرام اتفاق مع وزارة الكهرباء لتخصيص طائرات تقوم بغسل الأبراج الكهربائية، كما تبحث الشركة مع وزارة الداخلية استخدام الطائرات في إطفاء حرائق الأبراج العالية.
وأضاف المعداوي أن الشركة تعاقدت على 5 طائرات تربو مروحية تعد الأحدث من نوعها على مستوى العالم من حيث تكنولوجيا التشغيل والخدمات والامكانيات المتاحة للراكب.
وقال المعداوي: «طائرات التربو تتميز بأن بها مراوح على المحرك لتقليل استهلاك الوقود ويمكنها الانطلاق من مطار القاهرة أو أية نقطة إقلاع مباشرة إلى العديد من النقاط البعيدة دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود».
من جانبها، قالت صحيفة الاهرام ان هذا المشروع يتيح تيسير نقل المستثمرين المصريين والعرب والاجانب لمواقع الإنتاج بالمدن الرئيسية والجديدة لتفادي ازدحام الشوارع.
وأكد نبيل فريد حسنين رئيس غرفة الصناعات الهندسية المصرية ورئيس الوفد الصناعي المصري الذي اختتم زيارته لتركيا الأسبوع الماضي، أن هذا المشروع اصبح ضرورة مهمة ومطلبا اساسيا لعدد كبير من المستثمرين في مصر لتيسير وتسهيل انتقالاتهم في مصر على غرار ما يطبق في العديد من دول العالم الاخرى. وقال ان هناك اجماعا من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب على أن الدولة اتخذت إجراءات مهمة لتشجيع وتيسير الاستثمار.
وأضاف: مع الأسف هناك من يقول ان الانتقال بين بعض العواصم العربية حتى مطار القاهرة يستغرق ساعتين ولكن الانتقال من مطار القاهرة حتى مدينة السادس من اكتوبر مثلا يحتاج فترة أطول تصل إلى ثلاث ساعات، وبالتالي كان لابد من التفكير في مشروع التاكسي الطائر.
وأشار إلى انه سيتم إنشاء مناطق محددة لإقلاع وهبوط طائرات الهليكوبتر يمكن أن تكون مثلا في بعض النوادي أو على أسطح بعض الفنادق بعد تجهيزها لهذا الغرض في المدن الرئيسية في مصر كالقاهرة والإسكندرية وأيضا إنشاء مناطق مماثلة في المدن الصناعية في مختلف أنحاء مصر بما يتيح للمستثمرين استخدام الطائرات الهليكوبتر من خلال هذ ا المشروع في التنقل السريع بين المدن الرئيسية ومواقع الإنتاج والمدن الصناعية وتفادي ازدحام المرور.
وقال ان هذا المشروع له آثار إيجابية عديدة حيث سيسهم في تحسين مناخ الاستثمار من خلال إيجاد حل عملي لمشكلة ازدحام المرور بما يسهم في تخفيض وقت الانتقالات فإذا كان أحد المستثمرين مثلا يقيم في الجيزة ومصنعه في العاشر من رمضان فإنه في الوضع الحالي يحتاج إلى ثلاث ساعات للذهاب للمصنع ومثلها للعودة منه وذلك إذا كان ينتقل في وقت الذروة للازدحامات المرورية ولكن مع المشروع الجديد فإنه يمكن تخفيض فترة الانتقالات إلى أقل من ساعة للذهاب والعودة وباقي هذا الوقت وقدره أربع ساعات سيتاح له للعمل في مصنعه.
وأضاف: في بعض الاحيان تحدث مشكلة طارئة في المصنع كتوقف خط إنتاج او احدى المعدات مما يتطلب من المستثمر سرعة الانتقال لحلها وهناك العديد من الخبراء العالميين الذين يكلفون بالانتقال للعمل في المصانع وتكون اتعابهم بمئات أو آلاف اليوروهات يوميا ويشمل ذلك وقت الانتقالات، فإذا تم تخفيض فترة الانتقالات فسيحقق ذلك وفرا كبيرا للمصانع.
وتابع: أيضا هناك رؤساء العديد من الشركات العالمية الذين يرغبون في زيارة مصر والانتقال بين عدد من المناطق الصناعية في مختلف أنحاء مصر خلال يوم واحد فقط وحالات عديدة غيرها قد تتباين تفاصيلها ولكنها تتفق في شيء واحد هو الحاجة الشديدة إلى اختصار وقت الانتقال وانه مهما تكن تكلفة التحرك بالتاكسي الطائر فإنه بلا شك ستكون تكلفة الانتقال أقل كثيرا جدا من العائد الإيجابي الذي سيتحقق للمستثمرين من تطبيق ذلك الأسلوب.