37 عاما مضت على ذكرى أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ العسكري العالمي.. سجله المقاتل المصري بأحرف من نور بروحه ودمائه الزكية التي روت رمال سيناء.. فالمقاتل المصري هو خير أجناد الأرض والفرد المقاتل والجندي البطل كان مفاجأة حرب 1973، هذا البطل شهد له العدو قبل الصديق.. ستظل العسكرية المصرية على مر العصور نبراسا يحتذى به في كل العصور.. وبطولات الجيش المصري سجلها التاريخ منذ عهد مينا موحد القطرين حتى حرب أكتوبر.. سالت دماؤهم وصعدت أرواحهم في بورسعيد والإسماعيلية والسويس ودمياط والمنصورة والشرقية في قاهرة المعز والصحراء الغربية في الإسكندرية وفي جنوب الوادي، قصص وبطولات سجلها التاريخ وشهدت بأن المقاتل المصري هو بحق خير أجناد الأرض كما قال رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم. ولم ينقطع دور فرسان العسكرية المصرية المرابطين خلف أسلحتهم، في كل شبر من أرض الوطن، وظلوا عيونا ساهرة لحماية سماء ومياه وأرض مصر الكنانة مدافعين عنها ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب أو المساس بأمن مصر الغالي.
لقد نجحت حرب أكتوبر في تحقيق عاملين رئيسيين وهما الاستخدامات الجديدة للأسلحة الحديثة في أوائل السبعينيات وهذا العامل لعب دورا محوريا في تحديث التكنولوجيا العسكرية على الصعيد العالمي في فترة ما بعد الحرب وتعديل الكثير من النظريات العسكرية.
اما العامل الثاني فهو المفاجأة الاستراتيجية، فنجاح القوات المصرية والسورية في تحقيقها كان نتاجا لمنظومة متكاملة من الخداع الاستراتيجي حيث استفادت الخطة من حالة الاستخفاف الشديد التي كانت اسرائيل تنظر بها الى قدرات القوات المسلحة المصرية والسورية وعدم التعامل بجدية مع المؤشرات العديدة الواضحة التي كانت تدل على استعداد الجانبين المصري والسوري لشن حرب ضد اسرائيل وقد حققت كافة هذه الاجراءات دورها بنجاح في خداع الجانب الاسرائيلي وكان على رأس عوامل النصر النجاح في قتال اسرائيل على جبهتين في وقت واحد.
وهذه الأرقام من حرب أكتوبر 1973 والتي قهر فيها الجيش المصري العدو الاسرائيلي ولقنه درسا لن ينساه في فنون العسكرية والتي مازالت تدرس حتى الآن في اكبر المعاهد العسكرية بدءا من الضربة الجوية في الساعة الـ 2 بعد ظهر السادس من أكتوبر 73 بـ 220 طائرة أصابت أهدافها بنسبة 95%.
ويعتبر التمهيد النيراني بالمدفعية في حرب أكتوبر 73 هو أول واضخم حشد نيراني شهدته الحروب.. ونفذ بقوة اكثر من 2000 قطعة مدفعية بخلاف المئات من قطع الرمي المباشر لمدة 53 دقيقة اعتبارا من الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر وقد وصل معدل الضرب في هذا التمهيد النيراني في الدقيقة الأولى إلى حوالي 10.500 دانه بمعدل 175 دانة في الثانية الواحدة.
كما عكست حرب السادس من أكتوبر ارادة سياسية عربية في المقام الأول وقد عبر الرئيس الراحل السادات عن هذا صراحة بقوله ان الشعور القومي العربي أدى دورا أساسيا في حرب أكتوبر، فالتفاف الدول العربية حول دول المواجهة وما قدمته من تأييد معنوي ومادي واستخدامها لسلاح البترول كل ذلك أسهم بلا شك في تحقيق النصر.
فالملوك والرؤساء العرب ومن خلفهم شعوبهم كانوا سندا في المعركة وربما كان من أهم نتائج حرب أكتوبر خروج القومية العربية من حيز الشعار الى حيز العمل وأصبح العالم كله يعترف بالوجود العربي والدور العربي.