أصبح التحرش الجنسي في معظم شوارع القاهرة المزدحمة حقيقة ثابتة لكثير من المصريات. وتشير دراسة حديثة إلى أن أغلبية كبيرة من المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي بصفة شبه يومية في الشوارع والأسواق ووسائل المواصلات العامة.
وأوضحت الطالبة الجامعية هيام مجدي جاد أنها تشعر بقلة الحيلة إزاء التحرش الذي تتعرض له شأنها في ذلك شأن الكثير من الفتيات في المدن المصرية. وقالت هيام: «لكن أنا أقل حاجة بأعملها اني ممكن أرد عليه بلساني أو ممكن أسيبه (أتركه)، ده أقل حاجة، بس فيه ولد بيبقى مثلا طويل اللسان جدا لازم بيرد مع ان هو اللي يعاكس وهو اللي بيعمل الأول البداية وهو اللي بيرد برضه (أيضا) علي، أكثر حاجة، انه ممكن بعض الشباب يتخانقوا (يتعاركوا)، وهو ده اللي بيحصل، ايه المشكلة، مافيش (ليس هناك) حل أكثر من كده».
لكن مجموعة من الناشطات في القاهرة قررن الرد على ظاهرة التحرش بإطلاق موقع جديد على الإنترنت اسمه «خريطة التحرش الجنسي» (هاراسمنتماب دوت أورج) يتيح للنساء والفتيات الإبلاغ عن وقائع التحرش عن طريق الرسائل القصيرة باستخدام الهاتف المحمول أو من خلال موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويضم الموقع خريطة توضح الأماكن التي أبلغ عن وقوع حوادث تحرش فيها.
وتقول ريبيكا شياو التي شاركت في تأسيس الموقع إن الهدف هو إنشاء ساحة تجمع بين ضحايا التحرش والناشطين وربما المسؤولين الذين يستطيعون تقديم المساعدة والمساندة إليهن.
وأضافت ريبيكا «ما نحاول أن نفعله هو وضع مشروع يعيد اهتمام الرأي العام بهذه القضية لإحداث تغيير اجتماعي على الأرض وفي مجال التحرش الجنسي». وجاء في تقرير نشره المركز المصري لحقوق المرأة أن 83% من المصريات أبلغن عن تعرضهن للتحرش.
أما الأجنبيات مثل ريبيكا شياو التي تقيم في القاهرة منذ وقت طويل فتصل نسبة من شكين منهن من التحرش الجنسي إلى 98%.
ذكرت ريبيكا أن الموقع يضم مجموعة من الأدوات التي يمكن اللجوء إليها للمساعدة في الحماية من التحرش ومنها لقطات مصورة لأساليب الدفاع عن النفس يمكن للنساء متابعتها عن طريق الإنترنت، لكن الأهم في رأي ريبيكا هو أن الموقع يسلط الضوء على قضية التحرش التي يحيط بها التكتم في معظم الأحيان في مصر.
وقالت «سيكون بوسعهن استخدام الخريطة لإثبات ان التحرش الجنسي لايزال بالفعل مشكلة وأين يحدث والى أي مدى يحدث، وسنأخذ أيضا المناطق التي توضع في الخريطة كمناطق مشاكل وسنذهب لهذه المناطق مع فريق من المتطوعين من أجل التوعية الاجتماعية».