كشف استطلاع حكومي للرأي، أن غالبية مواطني مصر، لا يشعرون بالامان في وطنهم، بسبب زيادة معدلات الجريمة، وتصاعد الفساد، واستغلال النفوذ، وسيطرة رأس المال، وتفاقم ظاهرة الاستخفاف بالقانون.
وحسب الاستطلاع، الذي أجراه «المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية» من خلال طرح أسئلة على 100 مواطن، فان 90% منهم قالوا ان ارتفاع معدلات الجريمة سبب احساسهم بنقص الامان، وان اجراءات الاجهزة المعنية لا تكفي لسد أبواب الاجرام والانحرافات، وضرب بعضهم المثل بجرائم مستحدثة لطبقة الصفوة، ووصفوا ذلك بأنه «الفساد الكبير».
وقال 79% من المشاركين، ان احساسهم بعدم الامان يرجع الى ضعف الوجود الامني في الشارع، خصوصا مع ازدهار القطاع الخاص، ما جعل قطاع الامن غير قادر فنيا وماليا على توفير حراسة للشركات والبنوك، ما أدى الى انتشار شركات الامن الخاصة، التي توفر خدماتها للقادرين فقط، وهو ما يعني أن الامن ليس مكفولا للجميع.
واعتبر 62% أن اتساع ظاهرة الادمان بين الشعب، من أسباب الاحساس بانعدام الامان، خاصة في ظل اقتران الادمان بالجريمة والعنف والفساد الاخلاقي، ويقول 62% أيضا ان البعد عن القيم الدينية يساهم في احساسهم بنقص الامن. ويقول 49% ان تفشي ظواهر العنف الاجتماعي والسياسي من الاسباب الاساسية للاحساس بعدم الامان، اذ يقترن بها غياب العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الثروات والغلاء والفقر، والمفارقات الاقتصادية التي أسقطت كثيرين في بئر الحرمان والغضب، فأصبحوا عاجزين عن التكيف مع المجتمع، ونصح منظمو الاستطلاع الدولة بالتصحيح ومراجعة المسار.
ويؤكد 49% من المشاركين أن مناخ الفساد واستغلال النفوذ يهدد الاحساس بالامان، في ظل سيطرة رأس المال وعلو القيم المادية، وجرائم استغلال النفوذ، ويرى 49% أيضا أن معدل تطبيق القانون ضعيف، ما يهدد بسيادة لغة القوة والثروة على لغة الحق والعدل، وسجلت الاضطرابات الاقليمية أدنى نسبة في لائحة أسباب الاحساس بنقص الامان، اذ لم تتجاوز 21% من آراء المشاركين.
الى ذلك كشف تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري عن أن عدد محاولات الانتحار في عام واحد بلغت 104 آلاف حالة من مختلف الاعمار، وتشكل الفئة العمرية ما بين 15 و25 سنة نحو 67% من المنتحرين، وأن 11 ألفا من المنتحرين من السيدات اللاتي استخدمن السموم والمبيدات الحشرية منهن 8500 سيدة وفتاة بالمحافظات، بينما اختصت الاحصائية القاهرة والجيزة بنحو 2500 سيدة. وذكرت جريدة «الاهرام» ان التقرير جاء بمناسبة ظاهرة الانتحار الاخيرة عن طريق الحرق، وجاء فيه أن نحو 42 ألفا من مختلف المحافظات حاولوا الانتحار بوسائل مختلفة على رأسها المبيدات الحشرية وقتل الاسرة والنفس في الوقت ذاته، اضافة الى 54 ألف حالة انتحار بالقفز من أعلى المباني أو في الترع والنيل وغيرها، ووصل عدد الوفيات منهم الى 6 آلاف و50 حالة في عام واحد وأن 66.9 ألف شاب وفتاة منهم استخدموا المبيدات والادوية والاقراص المخدرة.