رغم أهمية الوثائق المصادرة من مقار أجهزة أمن الدولة في مصر، فإن مئات المتظاهرين الذين اقتحموا تلك المقار على مستوى الجمهورية كانوا مهمومين بشكل خاص بالبحث عن السجون السرية التي تردد طوال السنوات الماضية أنها تقع أسفلها، لاسيما مبنى أمن الدولة في شارع الفراعنة بالإسكندرية، والمبنى الرئيسي في مدينة نصر بالقاهرة.. وخلال اقتحام مقر الإسكندرية والذي حمله ثوار 25 يناير مسؤولية مقتل خالد سعيد، وهي الحادثة التي تعتبر المفجر الأول للثورة، قال بعض المتظاهرين إنهم سمعوا استغاثات من تحت الأرض، واستخرجوا سجينا مضى عليه 20 عاما في السرداب، لكن أحدا لم يستطع تأكيد ذلك حتى الآن. وفي المقر الرئيسي لأمن الدولة والذي يقع في مدينة نصر بالقاهرة، حاول عشرات المقتحمين استراق السمع لعلهم يسمعون أصوات استغاثات من الزنازين السرية التي سمعوا عنها، والتي وصفها الناشط محمد الدريني في كتاب سماه «عاصمة جهنم» دون أن ينجح في تحديد مكانها بالضبط، لأنه كان يؤخذ إلى زنزانته معصوب العينين، حسب قوله.
وفي هذا المقر أيضا قال المقتحمون إنهم سمعوا الاستغاثات، لكن هذه المرة وجدوا 14 فتاة و25 شابا في زنازين سرية، كما أكد المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق في حديث لبرنامج 90 دقيقة بقناة «المحور» المصرية الليلة قبل الماضية.
الى ذلك، أمرت النيابة العامة بحبس 47 من ضباط وجنود الشرطة الذين ثبت من التحقيقات اتصالهم بوقائع حرق مستندات بمقار مباحث أمن الدولة واتلاف بعض أجهزة الحاسب الآلى بها.
وعلى صعيد «ويكيلكس مصر»، قالت وثائق منسوبة لأمن الدولة وتم تسريبها ليلة سقوط أمن الدولة ان الاعلامية القديرة منى الشاذلي، والدها شيوعي قديم وسبق اعتقاله لمدة اربع سنوات.
واشارت الوثائق الى ان منى الشاذلي تأثرت بنزعة والدها الشيوعية في تقديم العاشرة مساء وانه تم التنبيه عليها من خلال صاحب المحطة التي تعمل بها وهو أحمد بهجت وانها استجابت بعدم الزج باسم الأمن في القضايا التي تناقشها في برنامجها.
واشارت الوثائق الى ان الشاذلي 38 سنة اشترت مؤخرا فيلا في مدينة 6 أكتوبر وانها تستخدم سيارة قناة «دريم» في جميع تحركاتها.
وفي نفس السياق قالت قناة «العربية» ان موقع «ويكيليكس» الشهير طالب بحسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» المصريين بعدم التفريط في الاوراق والمستندات التي قام الضباط في مقار اجهزة أمن الدولة بفرمها خوفا من اقتحام الثوار والاستيلاء عليها، واكد موقع « ويكيليكس» انه يمتلك اجهزة تستطيع اعادة تجميع المستندات من جديد.
وقد لاقت دعوة ويكيليكس استهجانا من جانب شباب «فيس بوك» حيث طالبوا بتسليم الاوراق الى الجيش وعدم تسليمها لاي جهات اجنبية، او وسائل اعلام عربية وخارجية.
وطالبت بعض الصفحات على «فيس بوك» بعدم الاستجابة للدعوات الخارجية بتسليم الاوراق والمستندات الى جهات اجنبية تحت ستار اعادة هيكلتها مرة اخرى.
الى ذلك أصدرت المحكمة العسكرية العليا حكما بالسجن المشدد الذي يتراوح بين 10 و 15 عاما مع مصادرة أسلحة بيضاء ضد بعض البلطجية لحيازة وإحراز مفرقعات واستعمال القوة والعنف مع مكلفين بخدمة عمومية وحيازة وإحراز سلاح أبيض.
الى ذلك أعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة أن المعاينة التي أجراها فريق من محققي النيابة لميدان التحرير وأسطح عدد من البنايات المجاورة والقريبة من الميدان «في إطار تحقيقات النيابة بشأن حوادث التعدي على المتظاهرين والانفلات الأمني منذ 25 يناير وما تبعه» أسفرت عن ضبط كميات من أظرف الطلقات الخرطوش والرصاص الحي التي تم إطلاقها. وذكر المتحدث الرسمي للنيابة العامة في بيان له أن فريقا آخر من محققي النيابة انتقل إلى مقر رئاسة قوات الأمن المركزي على مستوى الجمهورية، حيث تم ضبط الدفاتر والسجلات الخاصة بغرف عمليات الأمن المركزي خلال الأحداث الأخيرة، وذلك للوقوف على البيانات والمعلومات المتعلقة بتحديد أماكن تواجد قوات الأمن المركزي وأنواع الأسلحة والذخائر التي استعملت أثناء الأحداث التي جرت مؤخرا. وكشف السعيد عن ضبط اسطوانة مدمجة (سي دي) مسجل عليها كل الاتصالات الهاتفية بين قادة وضباط الأمن المركزي بشأن كيفية التعامل مع المتظاهرين، مشيرا إلى أن المعاينات التي أجراها محققو النيابة العامة للعديد من البنايات والأماكن جاءت في ضوء معلومات الشهود الذين أشاروا إلى إطلاق الأعيرة النارية عليهم أثناء التظاهرات.