استثمر قراصنة الأشرطة والأفلام في الجزائر الثورات التي تهز الوطن العربي، وأنتجوا «مادة» تجمع بين الطرافة والغرابة عن هذه الثورات، التي لاتزال تشغل بال الجزائريين، وتدفعهم للحصول على ما يؤرخ لثورة العرب غير المسبوقة.
فقد تم طرح القراصنة أشرطة فيديو عن ثورة «25 يناير» في مصر، وأغاني وخطابات الزعيم معمر القذافي وكليبات «زنقة زنقة» كما لم يتم استثناء لقطات من «ثورة 5 يناير» في الجزائر، في حين نفدت كل الأشرطة المتعلقة بالثورة التونسية في ظرف قياسي.
بالقرب من البريد المركزي وفي ساحة موريتانيا وساحة أول مايو، بالجزائر العاصمة، ازدهرت تجارة الأفلام المقرصنة، وأشرطة أخرى من نوع خاص، لم يعهدها الجزائريون من قبل، وفي جولة قادتها «ام بي سي نت» الى هذه الأحياء والأزقة المعروفة بهذه التجارة، تبين ان حجم المبيعات التي يحققه كل من شريط فيديو «ثورة الغضب 25 يناير في مصر» و«ثورة المختار في بلد الأحرار لإسقاط الطاغية القذافي»، وشريط «ثورة 5 يناير في الجزائر» منقطع النظير. وكان من بين من اختاروا شريط فيديو القذافي، شاب يبلغ من العمر 30 سنة، حيث يقول «أنا مرغم على شراء هذا الفيديو، لأنه يباع بـ 100 دينار جزائري (اي حوالي دولار ونصف الدولار)، لأن زوجتي لم تشاهد أغنية «زنقة» للمجرم القذافي، وأنا سأمكنها من ذلك بفضل هذا الشريط».
ويقول احد الرعايا المصريين المقيمين في الجزائر، وهو وائل احمد، العامل في شركة اتصالات «انا عن نفسي اشتريت شريط فيديو «ثورة الغضب 25 يناير في مصر»، لأنه يتضمن أهم التقارير التي بثتها الفضائيات عن ثورة ميدان التحرير، لأحتفظ بها على اعتبارها أرشيف ذاكرة».