أكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية ان إطاحة الانتفاضة الشعبية المصرية برئيس مصر الدولة التي تمثل حجر الزاوية بالنسبة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط تثير أوجه قلق عديدة حيال إمكانية فقد الولايات المتحدة زخمها الذي تستمده من حليف رئيسي بالمنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أن قوة المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير التي مضى عليها الآن قرابة 6 أسابيع تكشف عن أن المرجح أن تلعب الضغوط الشعبية دورا رئيسيا في تشكيل فترة ما بعد مبارك. وبالرغم من أنه في الوقت الذي يبدو فيه أن مصر باتت أكثر استقلالية ورغبة في عدم الاستسلام للرغبات الأميركية في مجالات معينة إلا أنها تسعى على نحو مماثل الى الحفاظ على روابط جيدة مع الحليف الأميركي، بحسب ما ذكره محللون. وتابعت: «ومما لا شك فيه أن التحول إلى مسار أكثر استقلالية يمكن أن يساعد مصر على استعادة دورها الإقليمي الذي كانت قد فقدته خلال عقود ماضية والذي يرجع جانبا منه إلى تأييدها للسياسات الأميركية». وأكد بعض المهتمين بشؤون الشرق الأوسط من بينهم شادي حميد مدير الأبحاث بمركز بروكينجز الدوحة أن طابع العلاقة بين مصر والولايات المتحدة في طريقه إلى التغيير وإن كان هذا لا يعني إعادة ترتيب جوهرية بالنسبة للعلاقات الثنائية على خلفية أن التركيز في تلك المرحلة سيتمحور حول إعادة بناء مصر ومن ثم فإن هناك حاجة ملحة إلى دعم ومساعدة الولايات المتحدة خلال تلك المرحلة وإن كانت العلاقة بين الجانبين ستتسم بمذاق مختلف.