استنكرت أحزاب وقوى سياسية مصرية ظهور نعرات طائفية تهدد السلام الاجتماعي خصوصا خلال الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد حاليا عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ودعت إلى مسيرة مليونية غدا الجمعة من ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى قرية الصول بمركز أطفيح بمحافظة حلوان تحت شعار: «لا للفتنة الطائفية».
وقال السفير عبدالله الأشعل وكيل مؤسسي حزب «مصر الحرة» انه طالب شباب الحزب من أبناء ثورة 25 يناير بالتحرك على موقع الـ «فيس بوك» والدعوة مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى لإعلان يوم الجمعة المقبل يوما للوحدة الوطنية في مصر بعنوان «جمعة الوحدة»، بحيث تسير مسيرة مليونية على الأقدام للقرية التي شهدت الأحداث الطائفية في مركز أطفيح بمحافظة حلوان ومعها سكان القرية من الإخوة الأقباط..
وأضاف الأشعل ان حزب «مصر الحرة» ـ تحت التأسيس ـ يعتبر أن الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد يستدعي تضافر جميع الجهود لتأمين سلامة الوطن خصوصا ضد النعرات الطائفية والدينية التي تغذيها أطراف وجهات داخلية وخارجية. من ناحيته، أكد عادل دانيال وكيل مؤسسي حزب «الاستقامة» ـ تحت التأسيس ـ إن شباب الحزب وجميع كوادره ستشارك في هذه المبادرة المهمة يوم الجمعة المقبل. وأوضح دانيال إن القساوسة ورجال الأمن ومسؤولي المحافظة وغيرهم ممن قاموا بإدارة الأزمة لم ينجحوا في التعامل مع الأحداث وضمان عدم التعدي من جانب جميع الأطراف في تلك القرية التي يقطنها نحو 5000 مسيحي وسط نحو 50 ألف مسلم.
وقد قتل ستة أقباط بالرصاص وأصيب 45 آخرون على الأقل في الصدامات التي وقعت أمس الأول في منطقة المقطم بشرق القاهرة بين المسلمين والمسيحيين، بحسب ما أكد أمس القس سمعان ابراهيم كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز في المقطم. وقال القس سمعان «لدينا في المستشفى الملحق بالكنيسة جثث ستة أشخاص قتلوا جميعا بالرصاص و45 جريحا أصيبوا كلهم بالرصاص كذلك»، مضيفا ان «هناك مصابين نقلوا الى مستشفيات أخرى».
الى ذلك، وفيما وافق مجلس الوزراء المصري امس على مشروع مرسوم بقانون يرفع عقوبة البلطجة إلى الإعدام في حالة التسبب في الوفاة، قال شهود ان مئات البلطجية هاجموا امس معتصمين في ميدان التحرير بالحجارة محاولين اخلاءه ما أدى الى إصابة نحو 10 أشخاص بينهم أطفال.
وأضافوا ان البلطجية بدأوا رجم نحو 4 آلاف معتصم في ميدان التحرير بالحجارة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا. وأضاف ان مئات البلطجية عاودوا الهجوم في حدود الساعة الثانية بعد الظهر من ناحية مدخل ميدان التحرير قرب المتحف المصري وتبادل معهم المعتصمون رمي الحجارة ونجحوا في إبعادهم عن الميدان.
واثر الاحتكاكات، أخلى الجيش المصري مساء امس «ميدان التحرير» من المعتصمين، وقد حاول المعتصمون الذين رابطوا في الميدان عدة أيام متواصلة اقناع رجال الجيش بتركهم في الميدان الا أنهم أقنعوهم بالانصراف في هدوء وتم إخلاء الميدان أيضا من الباعة الجائلين الذين انتشروا هناك وأعاقوا حركة المرور.
وفي سياق متصل، قرر مجلس الوزراء المصري الاسراع بعودة الشرطة بكامل قواها للقيام بمهامها الوطنية المتمثلة في حماية امن الوطن والمواطنين، واهاب المجلس بالمواطنين إلى التعاون مع اجهزة الشرطة ومساندتها في القيام بواجبها.