عواصم ـ هدى العبود ووكالات
قبل أن يلقي قائد المنطقة المركزية العسكرية بالجيش المصري كلمته إلى المتظاهرين في ميدان التحرير أمس طلب مصحفا وصليبا ثم رفعهما في الهواء وأعلن «انتصار الثورة» التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير.
وكان الميدان الواقع في قلب العاصمة هدفا لمتظاهرين مسلمين ومسيحيين في «جمعة الوحدة الوطنية» اعتراضا على أسوأ اشتباكات طائفية تشهدها البلاد منذ خلع مبارك.
واندلع العنف بعد احتجاج مسيحيين على حرق كنيسة في محافظة حلوان جنوبي القاهرة، ويواصل مسيحيون اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون القريب من ميدان التحرير.
وقال اللواء حسن الرويني وهو يمسك مكبرا للصوت بيد ويرفع بالأخرى المصحف والصليب إن «الثورة نجحت.. لا تتركوا أحدا يتدخل بينكم» وهتف المتظاهرون «مسلم مسيحي.. إيد واحدة».
وأضاف الرويني أنه ذهب قبل أيام إلى قرية صول التي توجد بها الكنيسة وقابل الأهالي ولم يجد «مشكلة بين مسلم ومسيحي»، وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى شؤون البلاد أن الجيش سيعيد بناء الكنيسة.
وانضم إلى متظاهري ميدان التحرير وفد من المتظاهرين أمام مبنى التلفزيون ثم صعد إلى المنصة ممثلان للكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية وقال الأخير إن «متظاهري ماسبيرو (حيث يوجد مبنى التلفزيون) ليست لهم مطالب طائفية وإنما يريدون حقهم في المواطنة».
وشدد على أن «أعضاء من الحزب الوطني (الذي كان يحكم البلاد طوال عهد مبارك) وعناصر من جهاز أمن الدولة وراء حرق الكنيسة.. الأسماء الآن أمام النيابة العامة».
وقال وزير الداخلية الجديد منصور عيسوي أمس الأول إن دور جهاز أمن الدولة سيقتصر على مكافحة الإرهاب والتجسس ولن يقوم مستقبلا بأي دور في الحياة اليومية للمواطنين واعتذر عن «الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت من جانب بعض عناصر جهاز الشرطة في الفترة السابقة».
واختلفت مطالب المحتجين أمس عن تلك التي اندلعت يوم 25 يناير لإسقاط نظام مبارك واستمرت طوال 18 يوما.
وتشدد المطالب الجديدة التي كتبها المحتجون في لافتات كبيرة تنتشر في الميدان على اختيار مجلس رئاسي من خمس شخصيات بينهم اثنان من الجيش ولا يسمح لهؤلاء بالترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة.
وحث المحتجون على تشكيل جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا «يقيم نظاما ديموقراطيا برلمانيا على أساس المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين» بعد اسقاط الدستور القديم الذي يرون أن صلاحيته انتهت بخلع مبارك.
وأضاف المحتجون أن اعتصامهم «يدعم حكومة عصام شرف» الذي يتولى رئاسة حكومة تسيير الأعمال.
ورفع متظاهرون صورا كبيرة الحجم لكل من رئيس مجلس الشعب المنحل فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى المنحل صفوت الشريف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي وكتبوا على الصور «رؤوس الفساد ومفكري النظام السابق ومدبرو الفتنة مازالوا طلقاء ويفسدون، لمصلحة من؟».
ورفع آخرون صورا لعدد من الشخصيات بالزي الرياضي وأطلقوا عليها «منتخب الفاسدين.. منتخب الحرامية» بقيادة مبارك وحمل قميص كل منهم المبلغ الذي أعلن أنه «نهبه» ويضم «المنتخب» وزراء ورجال أعمال مقبوض عليهم بتهمة الفساد والتربح من الوظيفة مثل حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وأحمد عز أمين التنظيم.
الى ذلك، بعث الرئيس السوري بشار الأسد برسالة جوابية إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى.
وذكرت وكالة الأنباء السورية ان السفير السوري لدى القاهرة يوسف الأحمد نقل الرسالة إلى المشير محمد حسن طنطاوي ردا على الرسالة التي تلقاها الرئيس الأسد من المشير طنطاوي.
وأشارت الوكالة السورية للأنباء الى ان الأسد أعرب في رسالته عن أطيب تحياته وتمنياته للمشير طنطاوي بالنجاح في مهامه ولمصر الشقيقة بدوام الاستقرار واستعادة دورها الطبيعي في العمل العربي المشترك، كما أعرب عن استعداد سورية وترحيبها بالتشاور والتعاون الوثيق مع مصر الشقيقة في مختلف المجالات. وذكرت الوكالة أن المشير طنطاوي بدوره وجه شكره العميق للرئيس الأسد، مؤكدا متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين وحتمية فتح صفحة جديدة تكون قائمة على ثوابت العلاقة السورية ـ المصرية المعروفة والمأمولة دائما، وقالت إن المشير أعرب عن أمله بلقاء الرئيس الأسد في أقرب وقت ممكن.